يتواصل بالمكتبة المعلوماتية بأريانة المعرض الجماعي للرسامات انصاف الغربي و نسيبة العيادي العروسي و دليلة العيادي و سلوى الكعبي و زعرة نصيب حيث تم افتتاحه يوم الجمعة 06 جانفي 2017 على الساعة الخامسة مساء ..المعرض مثل فسحة جمالية و فنية في تجارب عدد من الفنانات التونسيات و ذلك وفق عنوان متصل بالمدينة العتيقة و ما تحويه من عوالم فيها الأقواس و الأبواب و المظاهر التراثية ضمن وعي من العارضات في هذا المعرض بقيمة المكان في الفن و الوجدان التشكيلي و من ذلك المدينة العتيقة.في اللوحات أجه تشكيلية متعددة تنهل من علاقة الفنانات بالمدينة باعتبارها حاضنة ثقافة و تاريخ و عادات و تقاليد و لعل ذلك يشير الى ضرورة المحافظة على المدينة و معمارها حيث تشحد في محيطها القريب بالخصوص نوعا من التشويه و السلخ عبر الفضاءات الفوضوية و خصوصا مشاهد التهرئة و الانحسار و خاصة أمام البضائع المختلفة و الكاملوت على عبارة الكاتبة سلوى الراشدي التي نشرت منذ سنوات مجموعة قصصية بعنوان " باب الذاكرة " بسطت فيه ما يتهدد المدينة العتيقة من اهمال و ضياع و ادثار ثقافي من ذلك ما يرد في الصفحة 27 من هذه المجموعة "…قد تتعثّر أحيانا في بضاعة مصنوعة بتايوان أو باليابان أو إيطاليا فتحثّ الخطى كأنّما تنشد المدينة العتيقة التي لم نبلغها بعد… ".. هذه المجموعة التي نعني " باب الذاكرة " على غلافها لوحة للرسامة سهير الراشدي ابنة الكاتبة و قد نشرت في 136 صفحة و في طياتها 13 قصة : اغتراب حكاية و وشم و من ذاكرة النسيان و بائع الكعك و هل وصل الساعي و من ذاكرة عجوز دينا معمر و دع الباب مفتوحا و هل نلتقي و انسلاخ و حديث الحجارة و باب الذاكرة و محطات و في بلاد فولتار. و ضمن هذا المعرض نذكر لوحات الرسامة سلوى الكعبي التي كانت لوحاتها تحت هذا العنوان الكبير الذي يتقصد المدينة فمن خلال لوحاتها و ألوانها المتخيرة تبرز كرسامة متصلة بالمكان كحاضنة جمالية لتأتي التلوينات في ألقها التشكيلي . الرسامة نسيبة العيادي قدمت لوحات فيها التنافذ مع عوالم المكان بالمدينة و في اطلالة على جوانب من سحر المكان و و هنا كانت لوحات نسيبة مجالا جماليا في صلته بالمدينة كمكان ثقافي و وجداني ينشد المحافظة عليه من الجميع حفظا للوجدان والإبداع…و الرسامة انصاف الغربي الفن بالنسبة اليها جزء من كيانها فهي تشعر بأنها تكتظ بالمشاهد والذكريات والحنين وترى ذلك في ما يتيحه لها خيالها من مواضيع رسمت بعضها وتسعى للإمساك ببعضها الآخر في قادم أعمالها. هي تعود بعد عقدين ولديها أعمال ولوحات تعمل على إنجازها.. من قليبية أرض الينابيع كانت ألوانها تحاور البرج في شموخه وجماله وعنفوان تواريخه وهي التي قضت طفولتها وكبرت على إيقاع النظر باتجاهه. هي مأخوذة المدينة والأبواب والأزقة والأقواس وبكل ما يشي بجوهر المكان ومنه المدينة التونسية العتيقة.التراث يحضر في لوحات الرسامة انصاف الغربي من ذلك اللباس البدوي الذي يبرز في لوحة المرأة. وبالنسبة للرسامة دليلة العيادي فهي تسافر بألوانها عبر أشكال متعددة في شواسع المدينة قولا منها بجمالية المكان و المدينة عندها عنوان فيض من الابداع و الفنون و هي ذاكرة حاثة بالنسبة للفنانين التشكيليين و المبدعين عموما.. وبخصوص الرسامة زعرة نصيب التي تعددت مشاركاتها في معارض خاصة و جماعية فهي تتناغم مع المدينة في لوحاتها تقصدا للينابيع فالمكان عندها و المدينة هنا تحديدا بمثابة المجال الجمالي المفتوح على دهشة اللون و الابداع..باللباس التقليدي. والطبيعة الصامتة حاضرة أيضا في القنينة وصندوق الحلي والمزهريات، هي وغيرها عناصر التلوين لدى رسامة يأسرها الحنين والوجد تجاه الذكرى والأمكنة. المعرض اذن ضمن هذه المعاني في الاحتفاء بالجوهر و بالجميل و بالأصيل الكامن فينا في مواجهة النسيان و التشوه و المفتعل و العابر.. معرض و لوحات بطعم الذاكرة الحية..و بألوان القلب و الحنين.