شمس الدين العوني تواصل الفنانة التشكيلية جميلة عكروت نشاطها الفني التشكيلي من خلال عدد من المعارض الفردية و الخاصة بتونس و خارجها حيث ينتظم حاليا معرضها الخاص بقاعة العروض بالمركز الثقافي الروسي بشارع الحرية بالعاصمة و ذلك تحت عنوان " حكايات نسوة ..و حكايات أخرى " و قد انطلق هذا المعرض منذ يوم 17 مارس الجاري. المعرض يضم عددا من اللوحات منها " " في الطريق الى الحمام " و رقصة الفرح " و مقهى بسيدي بوسعيد " و باب الخضراء " و أشجار المدينة " و " سان فالنتان " ليلة بالبحيرة " و " المظلات " و " نهج الأطلس " و " سوق سيدي البحري " و " الحومة " و " أضواء " و " صحراء " … في عدد من اللوحات الجديدة ذهبت الفنانة عكروت باتجاه الحكاية التي أبانت عنها في الشكل و اللون و بتقنية الرسم و الخطوط نجد مناخات الحكاية في عودة للتراث و التقاليد الثقافية التونسية كما يبرز فضاء اللوحة بتلك اللطخات اللونية الموزعة على الأصفر و الأزرق و الأحمر ضمن حالة من الانسجام الجمالي تبحث عنها الرسامة جميلة العكروت في تعاطيها مع عملها الفني الذي تتنوع مواضيعه و مضامينه و ثيماته و من ذلك لقاءات النسوة و حكاياتهن في كثير من الألفة و الحميمية بعيدا عن ضجيج الحياة و الأكوان. و في حيز آخر من لوحاتها المعروضة اشتغلت الرسامة جميلة العكروت ضمن تجربتها مع الأكريليك وتقدمها في هذا المعرض الجماعي وفي قلبها شيء من حمى المعمار الماثل الآن وبنفس الامتاع من حيث الشكل والنقوش. لوحات تقول بفتنة الرسم وسحر الألوان التي تخيرتها بعناية فائقة، إلى جانب أعمال أخرى في مشاهد ومواضيع مختلفة. ثمة شاعرية بينة في اللوحات من خلال التناسق اللوني ودقة الجانب المعماري الذي يبرز حرفية في حكاية الرسم والخطوط والمشهد عموما.. مجال للسفر في عنفوان البهاء الماثل في عناصر معمارية بعاصمة تونس وبعض المناطق الأخرى وهنا تدرك جميلة عكروت الصلة الحارقة بين الابداع والذاكرة؛ بين التلوين والرسم والمعمار لتأخذنا الى لوحاتها فنقف مأخوذين بالبهجة النادرة تجاه تناسق جمالي مميز. و تلك حكاية الفنانة التي استوحت منها عنوان هذا المعرض الذي منحها مرة أخرى فكرة التواصل مع جمهورها و رواد معارضها التشكيلية.