تزامن تعيين ترامب٬ الرئيس الأمريكي المنتخب لريكس تيليرسون٬ ملك النفط بتعبير "ليبراسيون"٬ وزيرا للخارجية الأمريكية٬ وتحول المغرب إلى ملك للغاز الإفريقي نحو أوروبا٬ لمرور الغاز الجزائري في أراضيه٬ وتوجهه لتمديد أنبوب الغاز النيجيري من غانا إلى المملكة٬ وتمتلك "شيفرون" الأمريكية٬ المحسوبة على القطاع العام في الولاياتالمتحدة على 7.36 في المائة من الأنبوب٬ كما تديره أيضا٬ بما يضع مشروع الأنبوب بين نيجيريا والمغرب تحت سلطة القرار في واشنطن. العابر لإفريقيا"٬ توجد 678 كيلومتر في حوزة شركة "وابكو" أو شركة أنبوب غرب إفريقيا٬ من إيسكروفوس ومن أصل 4 آلاف كيلومتر التي قال بها وزير خارجية نيجيريا عن طول الأنبوب٬ وقد سماه "الأنبوب في نيجيريا وعبر دلتا النيجر نحو بنين والتوغو وغانا على مسافة 678 كيلومتر٬ على أن باقي الشركاء إلى جانب "شيفرون"٬ هم الشركة الوطنية النيجيرية ب25 في المائة٬ و"روايال دوتش شيل" ب18 في المائة و"فولتا ريفر أوتوريتي" لغانا ب3.٬16 و2 في المائة لدولة التوغو و2 في المائة أخرى للبنين. ول"شيفرون" و"شيل" حق منع تمديد "الأنبوب"٬ كما لدى غانا نفس الحق في حال انتصار إحدى الشركتين لقرارها. قرار المغرب تمديد أنبوب الغاز النيجيري من السنغال إلى أراضيه سليم سياسيا٬ لكنه مرتفع التكلفة كلفت 678 كيلومتر من "الأنبوب" بين نيجيريا وغانا 974 مليون دولار٬ بما يؤكد أن وصول "الأنبوب" إلى المغرب سيصل إلى 5 مليارات و700 مليون دولار٬ وبإضافة ما بين 2 و3 في المائة كل سنة على نسب التضخم في الأثمان٬ يكون المبلغ في حدود 6 مليارات و300 مليون دولار. ويمكن أن يوصل المغرب "الأنبوب" الموجود من غانا إليه ب 4 مليارات و936 مليون دولار٬ ولتعويض الغاز الجزائري بالنيجيري٬ تحتاج المملكة إلى سعة أنبوبين إضافيين بتكلفة تصل إلى 13 مليار و200 مليون دولار. وإن أضفنا حاجيات ساحل العاج والسنغال من دول العبور أو "الترانزيت" البحري٬ تكون الرباط أمام سعة مطلوبة تصل 7 أضعاف ما تصدره نيجيريا حاليا٬ ويكون الواقع الغازي في دراسة البنك الدولي هو 9.39 مليار دولار٬ وبإضافة ضمانة قروض الدول المشاركة في الأنبوب لعشر سنوات على إنشاء المشروع٬ تكون التأمينات على المخاطر٬ وضمانات القروض قد وصلت 57 مليارا و400 مليون دولار في دراسات أولية. وكان مخططا٬ الوصول ب"االأنبوب" إلى السنغال(1 (عبر ساحل العاج٬ وقرار المملكة تمديده إليها سليم لو بلغ دكار٬ لكن دخول الرباط في التكلفة من المنشإ يزيد من الغلاف المالي والتأمين عليه٬ و75 مليون دولار سنويا هي كلفة "الأنبوب" من تأمينه على ما يدعي "المخاطر السياسية" فقط٬ من وكالة "ميغا" التابعة للبنك الدولي(2(٬ وبوصول الأنبوب إلى المغرب٬ يصل المبلغ إلى 435 مليون دولار كل سنة. وتعرض "الأنبوب" منذ 2012 للتخريب من طرف القراصنة(3(٬ وفي 25 أكتوبر الماضي استهدفه متمردو دلتا النيجر٬ وقبلها في 7 ماي٬ أوردت "جون أفريك" خفض "شيفرون" لإنتاجها إلى 35 ألف برميل يوميا جراء استهدافات متتالية٬ ولا يمكن تأمين الأنبوب دون تعاون روسي مغربي لمحاربة القرصنة. وقع في مدينتي٬ أوبيا وأوكينان(4 (وانتقد البيئيون المشروع٬ وانتقدته "منظمة أصدقاء الأرض" إلى جانب ومنذ سنة ٬1999 تعاني الشركة الأمريكية من متابعة قضائية داخل الولاياتالمتحدة٬ جراء الأنبوب لما المحليين جراء قتل الأسماك(5 (في المناطق التي يمر منها. وإن عرفنا أن قاعدة الدفع لهذا الغاز من نيجيريا تعود إلى ٬1989 أي أنها قديمة٬ يكون تحديثها مع معالجة "الأنبوب" دون نقائص في 678 كيلومتر الموجودة ضمن الشبكة٬ سيزيد التكاليف إلى 4 مليارات دولار أخرى٬ لأن القناة كما بنتها شركة "ويلبور" مع "بريد روشارو" بين 30 إلى 75 مترا في المياه العميقة التي وصلها القراصنة. وتبلغ الطاقة القصوى ل"الأنبوب" 5 ملايير متر مكعب سنويا٬ بما يدل على صعوبة وفائه لالتزامات دول جديدة (خصوصا ساحل العاج٬ السنغال٬ موريتانيا والمغرب) ودول أوروبا. ويعرف سجل الأنبوب حاليا صعوبات مالية جمة٬ فالخلاف بين غانا ونيجيريا كاد أن يقطع الغاز قبل أن تتدخل تركيا بضمانة مالية من 100 مليون دولار لتسوية المشكل٬ وفي حال خرق الاتفاقية بوقفها٬ تدفع نيجيريا 10 ملايين دولار لدولة غانا٬ التي تجد أفقها في استخراج الغاز من (ميدان تييين) عوض الاعتماد على الأنبوب. ومن المهم٬ أن نعرف أن جهة التمويل الرئيسة هي البنك الدولي٬ الذي قرر تمويل "الأنبوب" في 23 دجنبر ٬2007 وحاليا هو مدعو من خلال شراكته مع صندوق "إثمار"٬ الموقعة في مراكش على هامش القمة الأممية للمناخ٬ ووقع المذكرة من جانب البنك٬ نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ حافظ غنيم٬ ومن خلال مبادرة "تسهيل البنية التحتية للتطور الأخضر لصالح إفريقيا" المعروفة اختزالا ب"جيجيف فور أفريكا". وتحول صندوق "إثمار" مؤخرا إلى صندوق سيادي٬ قال عن مهمته في بيان 17 نونبر ٬2016 بأنها "إعادة توجيه الرساميل الخاصة إلى البنيات التحتية المحترمة للبيئة"٬ و"إثمار" برأسمال يصل مليارين و800 دولار٬ ويحتضن صندوق "وصال" برأسمال يبلغ 5.2 مليار يورو. وتحت أي عنوان٬ لا يمكن الإقرار بالنجاعة المالية لاستثمار الخواص٬ فيما صندوق "إثمار" لا يزال حديثا (يعود إلى 11 نونبر 2011 (ولم يتحول إلى صندوق سيادي إلا في الشهور الأخيرة٬ وهو ما ينطبق على الصندوق السيادي النيجيري الموقع على مذكرة توسيع الأنبوب نحو المغرب. وتعد مؤسسة "نسيا" أو هيئة الاستثمار السيادي لنيجيريا(6 (صندوقا سياديا بمقتضى قانون 25 ماي ٬2011 ولا تخصص للبنيات التحتية سوى 500 مليون دولار ورأسمالها حسب مديرها٬ أوشي أورجي٬ هو مليار و250 مليون دولار. وإلى الآن٬ لم تتوسع المشاورات بشكل تقني ومالي٬ لتضم الشركة "واجيبي"(7(٬ أي شركة خط غار غرب إفريقيا٬ فيما تفاوض نيجيريا على الضمانات المالية كاملة من طرف المغرب٬ وهو ما أكده وزير خارجية نيجيريا٬ جيوفري أونيما٬ ونقلته في عنوانها وكالة "الأسوشبريس" وتلفزيون "فوكس نيوز" بالحرف٬ قائلة "أن التمديد يشمل ساحل العاج والسنغال٬ وأربع دول أخرى هي: ليبيريا٬ غينيا٬ غينيا بيساو وغامبيا٬ بطول 2500 ميل (4000 كلم)٬ بما يوسع دفتر التحملات٬ ويزيد من التكاليف على كاهل منشئ الأنبوب"٬ كما قدم الإعلام الغربي دولة المغرب. لم يحضر وزير الطاقة النيجيري أي لقاء حول "الأنبوب" المغربي النيجيري أسكتت أبوجا دولة غانا٬ في خلافها المالي مع نيجيريا ٬ بعد قرار المغرب تمديد الأنبوب الموجود بينهما إلى النيجيري٬ أحمد أبو بكر الرفاعي إلى الدارالبيضاء من أجل دراسة "الأنبوب". ولم يحضر وزير الطاقة النيجيري٬ بابا توند راجي فاشولا٬ لقاء مراكش حسب الموقع المقرب من السلطات المغربية "ماروك تايمز"(8 ( الذي رتب لهذه الصفقة٬ وأيضا لقاء الدارالبيضاء الذي باشر الدراسة المالية والتقنية. ويبقى المشروع٬ لدى أحد المدافعين عن العلاقات بين الرباط وأبوجا في الأوساط الاقتصادية والمدنية النيجيرية٬ لئويي جاي أولا٬ تقديرا لمناخ الأعمال وفرص الاستثمار دون إشارة إلى مدى تحقيق هذه الصفقة في "أجندة زمنية محددة". ويعترف السفير المغربي السابق في نيجيريا٬ مصطفى الشرقاوي٬ في ورقة للمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية٬ أن بعض القرارات مع نيجيريا جاءت في لحظة لم يتوقعها أحد٬ معلقا على قرار فتح السفارة المغربية في أبوجا شهر أبريل 2001 بعد 17 سنة من القطيعة(9(٬ ولا يختلف شخصان في كون "صفقة الأنبوب" جاءت مفاجئة وأيضا عند قطاع واسع من الرسميين المغاربة. ولا تمثل نيجيريا سوى 8.2 في المائة من تعاملات المغرب مع سوق دول جنوب الصحراء بين 2000 و٬2010 وهذه الطفرة يدعمها 30 مليون تيجاني في نيجيريا وتعرقلها البوليساريو٬ التي تقف ضد طريق "طنجة لاغوس". ووصل الوفد النيجيري في عمومه مسلما إلى المغرب٬ لبداية اللقاءات حول "الأنبوب" للاعتبار الديني كما سبق ذكره٬ لكنه طرح السؤال القانوني بكل تعقيداته في الدارالبيضاء٬ من طرف المدير العام المكلف بالقانون التجاري في الشركة الوطنية النيجيرية للنفط٬ أحمد علي أودامو. وتشارك إدارتها مع المغرب في المياه المشتركة بين إقليم الصحراء وجزرها٬ وموقف راخوي في قمة مراكش وطرح السؤال القانوني أيضا في الجزائر٬ لكن الرباط مطمئنة إلى تعاون إسبانيا المحتكرة لمياه الصحراء واضح بخصوص مسألة المياه٬ ومسألة وصول البوليساريو إلى مياه المحيط الأطلسي٬ ودفاعه عن المياه الإقليمية لإسبانيا٬ يستهلك عمليا وجود مياه "قانونية" للإقليم المذكور. وتفضل مدريد "الإدارة المشتركة" لمصالحها مع المغرب على خلاف البوليساريو٬ وبالنسبة لموريتانيا٬ فالمسألة تتعلق بحيادها الشديد٬ فهي لا تمنع عن المغرب مرور خط الغاز عبر مياهها٬ ولا تمنع إبراهيم غالي٬ رئيس البوليساريو من الوصول إلى مياه المحيط الأطلسي٬ لأنها تعترف بأنه "رئيس دولة". ومشكل الأنبوب النيجيري المغربي للغاز منطلق من أوروبا٬ التي تفكر في التخلي عن طاقة الغاز واستبداله بالكهرباء المدعم بالطاقة الشمسية٬ كما في حالة هولندا التي وضعت برنامجا للتخلي عن الغاز بحلول ٬2030 وأيضا مشكلة التمويل التي جمدت المشروع الجزائري النيجيري٬ ولم تترك أبوجا الاقتراحين من طرف الرباط والجزائر٬ وإنما قررت دعم من يستطيع تمويل مشروعها٬ لأن الاتحاد الأوروبي ترك الأمر لتنافس المغرب والجزائر٬ والاستفادة منه بما يخدم وصول الغاز إليه٬ في ظروف تراجعت فيها أسعار النفط وأثر هذا الوضع على محور الجزائر أبوجا. هوامش: Ivory coast looks to play WAGP role, up stream online, NHST media group 18 /12/2008, _1 .(retrieved (1/12/2016 Daniel Nonor, gaz from WAGP due in march 2010 the ghanian chronicle, down stream to day, _2 .(retrieved (21/3/2009 .(www.gasol.co.uk. (16771 _3 .Braden Reddal, Reuters, 14/6/2010 _4 .west Africa gas delayed, up stream online, NHST media group 23/4/2008 _5 .(Nigeria sovereign invest authority (nsia _6 .west African gas pipline _7 .(the moroccan times.com (21/11/2016 _8 ans plus tard, en avril 2001, la décision d'ouvrir une ambassade tombe à un moment ou 17) _9 .personne ne l'attendait) Mustapha Charquaoui paper