09 ديسمبر, 2016 - 10:30:00 يتطلع المغرب إلى شراكة مختلفة (اقتصادية وسياسية) مع نيجيريا خلال الفترة المقبلة، بعد التوقيع على اتفاقية لإنشاء خط أنابيب يمتد بين البلدين مروراً بدول أخرى في القارة الإفريقية. السبت الماضي، أطلق المغرب ونيجيريا في عاصمة الأخيرة "أبوجا"، مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز سيربط الموارد الغازية لنيجيريا، بموارد العديد من بلدان غرب إفريقيا والمغرب. ويرى خبراء اقتصاديون مغاربة، أن مشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز بين بلادهم ونيجريا، مروراً ب11 بلداً، سيساهم في الرفع من نسب النمو والاستثمارات بجميع البلدان التي سيمر منها، وسقوي اقتصاداتها وتنافسيتها. وتنتظر الدول المستفيدة من الخط، البدء بخطوات عملية، لتوفير فرص شغل لآلاف العاطلين عن العمل، وفي سياق آخر قد يدفع للتخفيف من الخلافات السياسية بين الدول المشتركة. نيجيريا التي تعتبر الطرف الرئيس في الاتفاق إلى جانب المغرب، من أكبر الداعمين الأفارقة لجبهة "البوليساريو". يقول زهير الخيار، الذي يعمل أستاذاً جامعياً في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة سطات، إن "المشروع يعد الأكبر في تاريخ البلدين، وله أهمية اقتصادية واستراتيجية .. الغاز أحد مصادر الطاقة ويؤثر على الاقتصاد برمته". وأوضح في تصريح ل"الأناضول"، أن المشروع سيساهم في الرفع من نسبة الاستثمارات بجميع البلدان التي سيمر منها، "فضلاً عن مساهمته في تقوية اقتصادياتها وتنافسيتها وقدرتها على الاستيراد، بالتالي الرفع من نسبة النمو والحد من نسب البطالة والفقر". ولم يغفل ""الخيار" وقع الاتفاقية على العلاقات السياسية بين البلدين، التي شهدت فتوراً خلال الفترة الماضية، نتيجة تأييد "أبوجا" لمساعي جبهة "البوليساريو" الداعية بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة. ويبلغ طول الخط المقترح قرابة 4000 كيلو متر، على طول الساحل الغربي لإفريقيا، ماراً بكل من: بينين، وتوغو، وغانا، وساحل العاج، وليبيريا، وسيراليون، وغينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، والسنغال، وموريتانيا، ثم المغرب. وتعد نيجيريا أول منتج للغاز في إفريقيا، وتحتل المرتبة 22 في لائحة الدول المنتجة، وهي خامس أكبر دولة مصدر للغاز في العالم. وقال الخبير الاقتصادي المغربي "عبد القادر بندالي"، إن المشروع مهم لإفريقيا رغم تكلفته الكبيرة (صحف محلية قدرت تكلفته ب25 مليار دولار)، سواء بالنسبة لبلاده أو باقي الدول الإفريقية التي سيمر منها. وزاد: "الغاز سيكون محفزا لهذه الدول في التأسيس لمشاريع وقطاعات صناعية .. كافة الدول التي يمر منها الأنبوب تستهلك الغاز وتستوردها من أماكن بعيدة .. هذا المشروع سيخفض من تكلفة النقل". ولفت إلى أن المشروع، سيدفع الدول التي يمر منها الأنبوب إلى تحويل مسار اقتصادها لمشاريع أخرى، خصوصا أن استهلاك الغاز يقتضي مشاريع صناعية. ومن المزمع أن ينقل المشروع، الغاز النيجيري إلى المغرب بتكلفة أقل وكميات أكبر، وسيسهم في تحويل الأخيرة إلى محطة لنقل الغاز النيجيري إلى أوربا عبر بواخر أو مد خطوط أنابيب. وأعلن البلدان أمس الأربعاء في بيان مشترك، أن صناديق الثروة السيادية فيهما ستساهم في تمويل مشروع إنشاء خط للغاز الطبيعي. ومن المنتظر أن يشهد المشروع بعض الإكراهات، في ظل استهداف الجماعات المتطرفة لمحطات الغاز بنيجيريا، فضلاً عن قضية الصحراء، التي تعد نيجيريا أحد المدافعين عن طرح "البوليساريو". واحتفت وسائل إعلام مغربية منذ توقيع الاتفاقية (السبت الماضي)، بالمشروع الجديد، مشيرين أن زيارة العاهل المغربي ستطوي صفحة خلافات بين "أبوجا" والرباط حول "البوليساريو". والأسبوع الماضي، قال وزير الاتصال النيجيري "بريستر عبدور رحيم أديبايو شيتو" إن تقارباً استراتيجياً بين البلدين سيطرأ مع زيارة العاهل المغربي (تمت السبت الماضي)، وستتيح فرصاً جديدة في مجال التعاون بين البلدين، وتبادلاً للخبرات وللتجارب".