في تقارير حساسة٬ لم يعد في المغرب سوى 94 ماسونيا فقط٬ وكانوا مائتين في بداية حكومة بن كيران٬ ونقل المحفل الفرنسي عن عامل بوزارة الداخلية منتم ل"المحفل الكبير"٬ الموجود في شارع ضاية عموري في أكدال بالعاصمة الرباط٬ أن صعود الإسلاميين قلص الماسونية واعتبر ما يجري "قتلا لها" فيما قال سعد الحريشي٬ المستشار القانوني للماسونيين في المملكة٬ بتحولهم إلى "دائرة تفكير نخبوية". وفي تقرير "2 .ر.ل" قبل ثلاثة أسابيع٬ جاءت الإحصائية التالية لتقول أن 83 من الماسونيين من أصل 94 المتبقين في المغرب "متصوفة"٬ يتقدمهم المهندس المغربي بوشعيب الكوفي٬ المزداد في ٬1963 وهو يشغل حاليا المنصب الماسوني الرفيع "المعلم الكبير في المملكة". والطيف الواسع من مواقف المتصوفة في تقييم تجربة حزب العدالة والتنمية في المغرب٬ أي حوالي 13 زاوية نشيطة في المملكة تتبع رأي المنتمين إلى "المحفل الماسوني الكبير"٬ أو "المحفل النظامي للمملكة"٬ وهو الانشقاق الذي أحدثته٬ من زاوية أخرى٬ قضية الصحراء٬ ف"بيير موسيلي"٬ رجل الأعمال الفرنكو لبناني٬ قاد انشقاقا لتيسير دخوله إلى مختلف مكاتب الأممالمتحدة من خلال دخوله للولايات المتحدة رئيسا ل"المحفل الماسوني"٬ وسمى محفله "المحفل الماسوني النظامي للمملكة المغربية" بديلا عن المحفل الماسوني. وحاول الماسونيون المغاربة توحيد صفوفهم عبر "المحفل الكبير المتحد للمغرب" معترفا٬ في وثيقة رسمية٬ بحالة (الانقسام) الحادث في صفوف "البنائين" أو الماسونيين في المملكة٬ وذكر كلا من: "المحفل النسائي المغربي" و"المحفل الكبير المغربي"٬ الذي له اتفاقية مع المحفل الكبير في فرنسا٬ والمحفل الكبير المتحد٬ وله اتفاقية "7.ر.ل ومثلثين" مع المحفل الفرنسي٬ وهناك "المحفل النظامي للمملكة المغربية"٬ وله اتفاقية مع المحفل الإنجليزي٬ وله صيت وسط الأنجلفونيين٬ معتمدين عليه لتقييم الأوضاع في الساحة الحزبية وقضية الصحراء٬ التي أوصى "المحفل المشترك" الذي جمع إدريس البصري والجنرال العربي بلخير الصديق٬ الوفي لبوتفليقة٬ وعينه سفيرا في المغرب للعمل على تقسيم الصحراء٬ على أن يعود الجزء الموريتاني في "اتفاقية مدريد" لدولة البوليساريو. وتكشف وثائق رسمية بالحرف٬ أن٬" المحفل الكبير للمملكة المغربية المؤسس في سنة ٬2000 لا يزال في سباته٬ وتعيد تراجع الماسونيين إلى صعود الإسلاميين٬ وتؤرخ عام 1985 عاما حاسما في تقدم جماعة الإسلاميين وتأخر البنائين وينشط حاليا٬ محفل أرغانا في الدارالبيضاء في اتصال مع المحفل الفرنسي٬ ومنذ ٬2005 هناك محفل مختلط يعمل في الرباط تحت مسمى القانون الإنساني٬ ويدافع فيه البناءون عن تكريس وتقدم التجربة الانتخابية المغربية٬ ولو أدت إلى ولاية ثانية لبن كيران٬ خصوصا بعد وقوف المحفل الماسوني التركي إلى جانب الديمقراطية".وتدافع المحافل الأخرى عن "بناء جديد للديمقراطية"٬ وسكت "المحفل الكبير" في فترة الانتخابات البلدية والجهوية٬ داعيا إلى دعم النظام الدولي الجديد قبل أن يخرج بموقف صارم في 26 دجنبر 2015 رافضا تقاعد البرلمانيين والوزراء. وانقسم الماسونيون حول مواقف بن كيران٬ وحدثت شروخ في صف من يسمون أنفسهم ب"البنائين" من واقع جغرافي أن طنجة هي مقر فرع "المغرب الأقصى". وفرع "يقين" في الرباط٬ وفروع "الشريفية"٬ و"الاسطرلاب"٬ و"نور" في الدارالبيضاء تعارض الولاية الثانية لبن كيران٬ وترى فيها "قتلا للآخر"٬ فيما تريد فروع أخرى استقرار الانتخابات والديمقراطية في المغرب مؤمنة بالقوة الهادئة بهدف التغيير "البناء". في حراك 2011 أزهرت الماسونية٬ وقدمت نفسها نقيضا للإسلاميين في التأطير والعمل الاجتماعي٬ قبل أن يرأس بن كيران وحزبه العدالة والتنمية الحكومة٬ وتتراجع كل المحافل ب60 إلى 70 في المائة. في "جون أفريك"٬ ظهر الماسونيون نقيضا "عمليا" للإسلاميين قبل أن يتراجع عددهم من 200 عنصر إلى 94 رسميا٬ وفي الوثائق الداخلية٬ وصلت الأرقام إلى 69 عنصرا٬ واستفاد حزب العدالة والتنمية من رئاسة الحكومة التي تعاونت مع أخنوش٬ وفي طبعتها الثانية مع العلمي٬ وهما الليبراليان القويان والمؤثران في هذه التشكيلة٬ ونزع الإسلاميون الظهور القوي للماسونيين في ٬2011 عام الحراك المجتمعي لإعادة تصميم المجتمع بطريقة محافظة وفاعلة و"هادئة" أيضا.