أ - علي السلطة الفلسطينية ان تراجع استراتيجيتها تجاه العملية السياسية التفاوضية وانتهاج خيارات اخري ب - لدينا ملاحظات علي الورقة المصرية وسوف نسلم ردنا النهائي عند استئناف الحوار ت - الادارة الامريكية لم تقدم جديدا في الضغط علي الجانب الاسرائيلي . شهد المسار الفلسطيني في الاونة الاخيرة تحركات مكثفة ففي هذا الاطار تقدمت مصر بورقة الي كافة الفصائل الفلسطينية لتكون اساسا لاستئناف الحوار الفلسطيني كما قام المبعوث الامريكي جورج ميتشيل بزيارة للمنطقة في محاولة لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل وفي ظل تلك الاجواء ادلي د. ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادة الجبهة في الخارج بحوار شامل "للعالم بريس" تناول فيه وجهة نظرة ازاء تلك التطورات . حاوره مدير مكتبنا بالشرق الأوسط مصطفى عمارة ما هي وجهة نظركم في الورقة المصرية التي طرحتها مصر مؤخرا علي الفصائل الفلسطينية كاساس للحوار القادم ؟ نحن تلقينا الوقة المصرية بشان الحوار الفلسطيني والذي نعتقد انه لابد ان يسفر عن نتيجة ونحن لدينا ملاحظات علي تلك الورقة بشان القضايا التي لا تزال معلقة ونحن بصدد اعداد الرد عليها لتسليمها للقيادة المصرية . هناك حديث ان الورقة المصرية تحدثت عن تاجيل الانتخابات الي ما بعد 25 يناير القادم فما هي وجهة نظركم ؟ هذا الموضوع ستتم دراسته وفق رؤية متكاملة لمتطلبات انجاح الحوار واحب ان انوه هنا انه كان هناك اتفاق بيننا جميعا علي اجراء الانتخاباتالتشريعية والرئاسية في موعد اقصاه 25 يناير القادم وبالتالي فاننا ننتظر استئناف الحوار لنري اذا كان في الامكان تاجيل الانتخابات او اجرؤها في موعدها . ما تعليقكم علي الاجتماع الذي تم مؤخرا بين اوباما وابو مازن ونتنياهو والذي انتهي دون احراز اي تقدم علي الرغم من تمسك عباس في اول الامر بعدم عقد اي اجتماع مع نتنياهو الا بعد الوقف الكامل للاستيطان ؟ نحن لا نري جدوي من تلك الاجتماعات التي تفضي الي تصلب الطرف الاسرائيلي ومزيد من التنازلات بالنسبة للجانب الفلسطيني واعتقد ان العملية السلمية كشفت عن عورتها وعدم جدواها في ظل استمرار تنامي الاستيطان وتنصل الطرف الاسرائيلي من كافة التزاماته وعجز الجانب الامريكي والاوروبي عن الضغط علي اسرائيل وهذا يقتضي اعادة النظر في العملية السلمية التفاوضية وتبني خيارات مختلفة بعد فشل تلك العملية . وما هي الخيارات الاخري التي تراها لاستراد الحقوق الفلسطينية ؟ العمل علي صيانه الوحدة الوطنية الفلسطينية وصياغة ميثاق مشترك بين كل القوي والفصائل ونقل ملف القضية الي هيئة الاممالمتحدة لوضعها امام مسئوليتها التاريخية لاسيما وانها سبق ان اتخذت قرارات عادلة بشان قضيتنا والتخلي عن المرجعية الامريكية التي لم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني بجانب التشبث والتمسك بحق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل . قام جورج ميتشل بجولة في المنطقة في محاولة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين .. هل تري ان الظروف قد نضجت لاستئناف المفاوضات ؟ في الواقع لا أرى أي ظروف نضجت لاستئناف المفاوضات أنا أعتقد أن عملية التضليل والخداع متواصلة ومستمرة والسؤال الكبير الذي يبرز أمام الدول العربية وأمام القيادة الرسمية الفلسطينية، إذا كان نتنياهو مقابل تجميد مؤقت للاستيطان لبضعة شهور يريد تطبيعا كاملا مع الدول العربية ومع الدول الإسلامية إذاً ما هو الثمن الذي يريده عندما يُبحث موضوع القدس أو عندما يُبحث موضوع اللاجئين؟! أنا أعتقد أن إسرائيل تستثمر الوقت للمزيد من تهويد الأرض مزيد من الاستيطان، بعد 16 عاما من أوسلو أصبحنا أمام نتائج كارثية بالنسبة للقضية الفلسطينية، الاستيطان تصاعد عدة مرات، القدس هوّدت، القضية الفلسطينية شوّهت ولم نعد ندري هل نحن حركة تحرر؟ هل نحن سلطة؟ هل نحن سلطتان؟ أصبحنا أمام واقع مشوه بشكل حقيقي بالنسبة للقضية الفلسطينية وبإطار هذا الوضع يريدون منا أن نستمر بمفاوضات عبثية لا طائل منها. في اعتقادي انه علينا أن نعيد النظر جذريا بكل السياسات المدمرة التي مورست خلال ال 16 عاما الماضية. مطالب الاجانب الاسرائيلي اصبحت معروفة للجميع وهي ضرورة اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل وتطبيع عربي مع اسرائيل اما هذه الشروط كيف يمكن التوصل الي اتفاق ؟ لا يمكن التوصل لاتفاق وأعتقد أن خطة ميتشل وهذا التحرك لن ينتج عنه شيء، أتصور أن هناك تحركات تستهدف المزيد من الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي للحصول على المزيد من التنازلات من الفلسطينيين والعرب. ذكرت صحيفة "هاارتس الاسرائيلية" ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين سيتم استئنافها الشهر المقبل بهدف التوصل الي تفاهم يتم بموجبه اعلان دولة فلسطينية خلال عامين وكان السيد سلام فياض قد اعلن نفس الامر منذ فترة قليلة ما تعليقكم ؟ فيما يتعلق بموضوع الإعلان عن الدولة خلال سنتين، كان لافتا للنظر أن السيد سلام فياض قدم وثيقة تحدثت عن موضوع إعلان دولة خلال سنتين ونحن استغربنا مثل هذا الأمر، لانه ليس من صلاحيات سلام فياض أولا هذا أمر يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية وأعتقد أن الجوهر الحقيقي لهذا الطرح يرتبط بمسألة خطة أوباما وما يُحضر للقضية الفلسطينية خلال المرحلة القادمة لأنه في حديثا بهذه الوثيقة التي وزعها سلام فياض أنه سيتم بناء وإعلان الدولة خلال سنتين ولا أعرف من فوضه بمثل هذا الأمر إلا إذا كان الأمر مرتبطا بتصورات سياسية تتحدث حول موضوع الدولة ذات الحدود المؤقتة وبالتالي ما ذكرته صحيفة هاآريتس فيما يتعلق بموضوع الدولة والسنتين قد يكون له علاقة بترتيبات أميركية جارية في المنطقة لأن الحديث عن خطة أوباما -التي بدأ يٌنشر شيئا عنها- بالأساس تقوم على قاعدة محاولة تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء موضوع القدس بمعنى أنه سيادة إسرائيلية على الأماكن المقدسة ملامح خطة أوباما تقوم في جوهرها على تصفية القضية الفلسطينية بجميع أبعادها تحت وهم أنه ممكن يكون هناك دولة فلسطينية خلال سنتين بحدود مؤقتة وليست على كامل الأراضي المحتلة عام 67 . ولكن يقال ان الادارة الامريكية الحالية ترغب بجدية في التوصل الي تسوية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ما رايكم ؟ حتى الآن لا نرى شيئا جديا ملموسا من قبل الإدارة الأميركية، حتى الآن نسمع من إدارة أوباما كلاما قيل في القاهرة، تصريحات، جولة ميتشل، لكن لا يوجد هناك أي ضغط حقيقي جدي على الجانب الإسرائيلي بدليل، نتنياهو أعلن أنه سيقيم مستوطنات جديدة ووقع على بناء وحدات استيطانية جديدة، يعني ما هو رد الفعل الأميركي تجاه هذا الموضوع؟ أميركا تستطيع إذا أرادت أن تمنع نتنياهو من هذا لكن برأيي لا يوجد ضغط جدي حقيقي وبالتالي نحن لسنا أمام صورة وضع أن الإدارة الأميركية ستمارس ضغوطات وتقول لإسرائيل لا وكفى هذا مناقض للقانون الدولي، يتحدثون عن تجميد مؤقت للاستيطان بعد أن يتخذ مجموعة قرارات ببناء وحدات استيطانية جديدة ومقابل تجميد مؤقت للاستيطان -وهو الأمر المخالف للقانون الدولي- اي يريد أن يحصل على مكافآت وتطبيع من الدول العربية. إذاً نحن أمام ألاعيب جديدة، أنا لا أقول إن إدارة أوباما مثل إدارة بوش لكن لا أرى حتى هذه اللحظة أية بوادر ضغط جدي على إسرائيل وبالتالي يريدون نتيجة كلام تقوله الإدارة الأميركية أن يحصلوا على تطبيع من الدول العربية وتنازلات من الدول العربية دون مقابل لذلك نحن الان أمام خطر حقيقي أنه مقابل الحديث عن دولة خلال سنتين وإلى آخره تدور سيناريوهات جدية تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإلا ما معنى شروط نتنياهو أنه يريد من الجانب الفلسطيني ومن الجانب العربي الاعتراف بالدولة اليهودية؟ ألا يحمل ذلك خطرا على ستة مليون فلسطيني في الشتات؟ ألا يحمل ذلك خطرا على أهلنا في اراضي 48 مليون وثلاثمائة ألف على أساس محاولة ترحيلهم .