اجتمع زعماء الاقتصادات الأوروبية الكبرى أمس الأحد في برلين بهدف إعطاء قوة دفع جديدة للجهود الرامية إلى إصلاح النظام المالي العالمي وتنسيق الجهود للتوصل إلى حلول لحالة الانكماش الاقتصادي التاريخي. وتتزامن هذه القمة مع اجتماع مماثل لوزراء مالية آسيويين في تايلند لبحث سبل التعاون في مواجهة الأزمة المالية العالمية. ويشارك في القمة الأوروبية قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، إضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس البنك المركزي الأوروبي ومحافظو البنوك المركزية. وجاءت القمة في سياق مؤشرات على خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي، إزاء برامج بعض الدول كفرنسا لزيادة الإجراءات الحمائية لصناعاتها المحلية وخاصة صناعة السيارات. وشددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة وضع قواعد تنظيمية دقيقة لأسواق المال العالمية، محذرة من مخاطر التغاضي عن أي ثغرات في النظام المالي, كما أكدت على ضرورة أن تقدم أوروبا جبهة طموحة وموحدة أمام قمة لندن المقبلة. وطالبت الحكومة الألمانية بإخضاع اقتصادات الدول الكبرى لمراقبة دورية من صندوق النقد الدولي, وتطبيق معايير الشفافية الدولية بشكل كامل. وكرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مطالبته بتغييرات عميقة تعيد بناء النظام الرأسمالي من جديد بما يجعله أكثر التزاما بالمعايير الأخلاقية، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى تعديل أوضاع البنوك لتعود إلى دورها الرئيسي وهو خدمة المجتمع لا أن تكون جيوب الأغنياء وفق تعبيره.