قالت جمعية الاقتصاديين المغاربة و اتحاد المغرب العربي للاقتصاديين إنه بعد انقضاء 20 سنة من عمر اتحاد المغرب العربي، الذي حلت ذكرى تأسيسه يوم الثلاثاء، لا يزال في وضعية انتظار وأن مساره قد توقف، بالرغم من أن ميلاده حمل آمال وأحلام الشعوب المغاربية وقادتها في التقارب والتعاون والتبادل البيني لتحقيق الأهداف المنشودة والمقاصد المرجوة من توحيد الصف ورص البناء وتوظيف القواسم المشتركة والاستغلال الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة والمتوفرة في اطار تكثل اقتصادي وفضاء جيوسياسي في مستوى اللحظة التاريخية والتحديات الداخلية والخارجية للاقتصادات القطرية والتحولات الكونية المتسارعة للنظام الاقتصادي الجديد للعولمة. وأضاف البلاغ أن أوضاع العولمة أفرزت واقعا شديد الوطأة على الاقتصادات الناشئة والنامية ومنها اقتصادات المغرب العربي والبلدان العربية، وأن هذا الواقع لاسبيل معه للاقلاع التنموي إلا انتهاج بديل التكامل الاقتصادي والتبادل البيني بانفتاح أسواق الإنتاج والاستهلاك والتجارة والاستثمار وتوسيع دائرتها وتعظيم اثارها الايجابية وقيمها المضافة. وأكدت الجمعيتان أنه من المقلق ان تظل الاقتصادات المغاربية تعاني من تداعيات أوضاع التشتت في الجهود والمبادرات وغياب التنسيق في التوجهات والمقاربات الاستراتيجية لتنمية شاملة ومتكاملة توفق بين البعدين المتلازمين والمترابطين بينهما، القطري والمغاربي. وأضافتا الأدهى والأمر أن المنطقة المغاربية بواقعها الراهن تظل وحدها خارج المنطق الاقتصادي والحساب الاقتصادي للعالم المعولم الذي لامكان فيه للاقتصادات الضعيفة والهشة المنعزلة عن الإطار التكتلي والتكاملي الذي تتموقع فيه الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة على السواء في المشهد الاقتصادي العالمي. وشدد البلاغ على أن اتحاد المغرب العربي وهو على عتبة العقد الثالث من عمره خليق به ان ينفض عنه غبار الفتور والجمود الذي لف جسمه طويلا وراكم كلفة اللامغرب المرتفعة والباهضة وأن ينهض بالمهام التاريخية المنوط به بما يستجيب لانتظارات وتطلعات وطموحات الشعوب المغاربية في العيش في أجواء الوئام وحسن الجوار والتعاون والتضامن بين أقطاره وشعوبه التواقة الى الحاضر الأرغد. وأكد أن ضرورة فتح الحدود وإقامة جوار الصفاء بديلا عن جوار الجفاء بين أقطاره وخاصة بين المغرب والجزائر وتيسير وتبسيط حركة تنقل الأشخاص والسلع والخدمات داخل الفضاء المغاربي ليرقى الى مدارج فضاء وأرحب للحرية التجارية وتحرير أسواق الرأسمال والانتاج والاستهلاك كمفاتيح وكدعامات لتكتل اقتصادي وتكامل اندماجي، تظل من المهام المستعجلة التي تقتضيها حتمية ومتطلبات عودة الروح لاتحاد المغرب العربي الكبير. وناشدت الجمعيات قادة البلدان المغاربية الخمسة الأعضاء في اتحاد المغرب العربي لتجاوز وتخطي الخلافات الذاتية والصراعات الجانبية من أجل إعادة إحياء الصرح المغاربي صونا للعهد وبروزا بالميثاق التاريخي لمعاهدة مراكش التي أعلنوا عنها والتزموا بها منذ 20 سنة خلت. وأكدتا أن الظروف الدقيقة والحرجة التي تحل فيها ذكرى ميلاد اتحاد المغرب العربي تستوجب استشعار الوعي واستحثات الهمم والعزائم بواجب وحتمية التقارب والتعاون والعمل المشترك في خضم ما تشهده الساحة الدولية من أزمة مالية واقتصادية عميقة ومتفاقمة ترخى بتداعياتها وبإسقاطاتها على الاقتصادات المانعة والمحدودة المناعة المحصنة والقليلة الحصانة.