تحل اليوم الذكرى 52 لمؤتمر طنجة التاريخي الذي التأمت خلاله ثلاثة أحزاب وطنية مغاربية تمثل كلا من المغرب وتونس والجزائر، وشكل مناسبة بالنسبة لهذه التشكيلات السياسية للتعبير عن الرغبة القوية للشعوب المغاربية في توحيد مصيرها. قادة الأحزاب المغاربية الذين اجتمعوا بدعوة من الزعيم المرحوم علال الفاسي التقوا يوم 27 أبريل من سنة 1958 بقصر مارشان بعاصمة البوغاز التي تحولت الى عاصمة مغاربية تجسد أبرز معاني و أحلام الوحدة المغاربية المنشودة من طرف شعوب منطقة شمال إفريقيا . حيث عبروا عن قناعتهم المشتركة بأن الوقت قد حان لتجسيد إرادة الوحدة في إطار مؤسسات مشتركة من أجل تمكينها من الاضطلاع بالدور الملقى على عاتقها داخل المحافل الدولية. مؤتمر طنجة ( 27 -30 أبريل 1958) سيظل أقوى تعبير عن هذا الحلم الذي لم يكف عن مراودة الشعوب المغاربية، حافزهم في ذلك وحدة المصير واللغة والدين والتاريخ والجوار المجالي . مؤتمر طنجة الذي عقد بمبادرة مغربية، وكان يتوخى تجسيد التطلعات العميقة لشعوب المنطقة بإقامة اتحاد يعزز بشكل أكبر العلاقات القائمة بينها وتحقيق اندماج اقتصادي وسياسي يرقى إلى مستوى الإشعاع التاريخي للمغرب العربي. بيان مؤتمر طنجة الذي تميز انعقاده في ظل ظرفية تاريخية معينة أعلن في حينه عن حق الشعب الجزائري غير القابل للتقادم في السيادة والاستقلال، وتشهد بذلك أدبيات ومقررات حزب الاستقلال و مواقفه التي ظلت تستحضر مسألة وحدة أقطار المغرب العربي كمبدأ ثابت في تراث وثوابت الحزب ، تضمنته وثيقة التعادلية الصادرة في 11 يناير1963 . لقد تطلب الأمر الانتظار حوالي ثلاثة عقود ليخرج هذا الحلم إلى حيز الوجود بإنشاء اتحاد المغرب العربي في فبراير سنة 1989 بمراكش. وقد جاء تأسيس هذا الاتحاد الاقليمي ليعطي دفعة جديدة للعمل المؤسس الذي أقيمت قواعده بطنجة. وتقتضي إقامة اتحاد المغرب العربي إنجازات ملموسة وإنشاء قوانين مشتركة تجسد التضامن الفعلي بين مكوناته وتضمن تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. وينتهز حزب الاستقلال مناسبة الذكرى ليوجه نداء أخويا مفعما بالآمال الى الأشقاء في الجزائر و يدعوهم الى استحضار ما ربط شعبينا من نضال مشترك، في سبيل التحرر والوحدة وما تأمله الأجيال الصاعدة من مراجعة سلبيات الحاضر، وضرورة تخطيها بالتعاطي الايجابي مع المبادرة المغربية، الهادفة الى إنهاء التوتر المفتعل بمنطقتنا . الإخوة في الجزائر مدعوون الى احترام و تفعيل المادة 15 من اتفاقية مراكش المغاربية، كي تتضافر جهود شعوب المنطقة جميعا لتجاوز هذا العائق الظرفي الذي يعطل مسار اتحادنا المغاربي.