كذب طلال القرقوري بعودته من جديد الى المنتخب الوطني كل القراءات والتأويلات التي كانت تصب في خانة أن هذا المدافع الصلب فقد مستواه ولم يعد له مكانة داخل التشكيل الأساسي لأسود الأطلس بعد جفاء وتهميش منذ كأس إفريقيا غانا 2008 ، فالناخب الوطني الفرنسي أعاد هذا القائد الدفاعي الى الواجهة لأنه يعرف وزنه ومقداره داخل رقعة الملعب وهذا ما أكدته المباراة الودية التي خاضها الفريق الوطني ضد نظيره التشيكي يوم الأربعاء الأخير بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء فكان طلال في الموعد وأخرس بذلك كل الألسن التي كانت تشكك في قدرته على العطاء. العلم الرياضي حاصرت القرقوري بعد نهاية المباراة مباشرة بأسئلة موضوعية تهم بالخصوص عودته الى المنتخب الوطني وحظوظ الأسود في التأهيل الى كأس العالم 2010 ومشواره مع فريقه قطر القطري وأشياء أخرى نترككم تكتشفونها في الحوار التالي: س: هل كان منتخب التشيك محقا حقيقي للعناصر الوطنية ؟ ج - أولا، كانت المباراة جميلة والفريق الوطني قدم عرضا مشرفا استحسنه الجمهور الحاضر رغم أن الخصم أبدى شراسة قوية، والملاحظة الأساسية أن أسود الأطلس يسيرون في خط تصاعدي، وأنا جد مسرور لعودتي من جديد للعب للمنتخب الوطني الذي عرف ضخ دماء جديدة شكلت قفزة نوعية للنخبة الوطنية، دون أن ننسى أن لقاءنا ضد التشيك ليس مهما بالنسبة لنا كلاعبين ولا حتى للناخب الوطني روجي لومير، بل الأهم هو اللقاء القادم أمام الغابون، فمواجهتنا لمنتخب التشيك كان يهدف من خلالها الناخب الوطني تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين الجدد قصد الوقوف على تشكيل يمكن أن يخوض به الاستحقاق المقبل، وعلى العموم فهذه المباراة الودية لم تكن سهلة لأن الخصم التشيكي خلق لنا متاعب عدة وكان بإمكانه تسجيل هدف لكن العناصر الوطنية عرفت كيف تحول إيقاع المباراة لصالحها، ومن جهتي اترك للجمهور الحكم على أدائي خلال هذه المقابلة كما أنني أعده بأن أقدم مستوى أفضل في لقاء الغابون القادم لأن الهدف الذي جئت من أجله الى المنتخب الوطني هو ضمان التأهيل الى مونديال جنوب إفريقيا. س: البعض يقول أن احترافك بالدوري القطري ساعد على نزول مستواك. ج: لا أبدا، فهذه فكرة خاطئة، فكما يعلم الجميع لقد خضت تجربة احترافية مهمة بالدوري الانجليزي الذي استأنست بأسلوبه وإيقاعه إلا أن ما اضطرني للمجيء الى دوري النجوم ظروف عائلية ليس إلا، والحمد لله فأنا مازلت قادرا على العطاء أكثر والدليل ماقدمته في مباراتنا أمام منتخب التشيك، فالدوري القطري يبني حاليا نفسه ليكون الأفضل بين الدوريات العربية والأسيوية وهذا ما أجبر نفسي ومع زميلي يوسف السفري على أن نعمل سويا كما لو كنا نمارس في البطولة الانجليزية. س: هل يمكن أن نقول أن طلال مازال قادرا على العطاء؟ ج: بطبيعة الحال، لو شعرت يوما أن مستواي قد تراجع لقررت احتراما لتاريخي الكروي أن أعتزل اللعب نهائيا، فعودتي إلى المنتخب الوطني أهدف من خلالها إعطاء إضافة نوعية الى الأسود، وأتمنى بالمناسبة أن أوفق في مهمتي حتى أرضي الجماهير المغربية التي تتطلع للنتائج الايجابية خصوصا مع الناخب الوطني الفرنسي روجي لومير الذي جاء الى المغرب من أجل بناء منتخب قوي قادر على الذهاب بعيدا في مشوار إقصائيات كأسي افريقيا والعالم. س: فضلت تلبية نداء الوطن رغم أن فريقك كان بحاجة الى خدماتك ج - طبعا فنداء الوطن واجب على كل لاعب مغربي يحب بلده، كما أنه من المستحيل أنني لعبت اليوم ضد التشيك وألعب غدا، مع الأسف أن فريقي قطر القطري ليس لديه مباراة برسم اقصائيات كأس العالم فاللقاء حدد له تاريخ 12 من الشهر الجاري لهذا لايمكنني أنا وزميلي السفر القيام بأي شيء، صراحة كنا نرغب في السفر الى قطر بعد نهاية المباراة مباشرة إلا أننا فوجئنا بعدم تواجد أية طائرة. حقيقة كنا سنغامر لأنه في بعض الأحيان لابد أن تعطي لناديك حقه بحكم الراتب الذي تتقاضاه كل شهر إلا أنه ما باليد حيلة. س: أظن أنك كونت فكرة على المجموعة التي وجد بها الفريق الوطني في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم هل نتوفر على حظوظ في الوصول الى مونديال جنوب إفريقيا؟ ج - لايمكننا التكلم عن الحظوظ حاليا لأن المجموعة قوية فالأشياء التي يمكن أن أقولها الآن سينطق بها الكاميرونيون والطوغوليون فالغابون يقول كذلك أن المنتخب الوطني صعب المراس، والتأهيل الى المونديال يتطلب الرجولة، فالمهم هو الفوز على الغابون هنا بالميدان لأنه في بعض الأحيان رغم أنك تلعب بطريقة سيئة فالأهم هو الانتصار، وكما تتبعتم لقد أقصينا من كأسي العالم 2002 و2006 لهذا يجب أخذ الحيطة والحذر من مثل هذه الأمور التي تبدو بسيطة لكنها مهمة. فرغم كل هذا فالفريق الوطني يتوفر على عناصر شابة تمتلك الخبرة والتجربة ويسكنها هاجس التأهيل الى كأس العالم 2010، وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل على منتخب أكد أكثر من مرة على حضور هام جدا في كافة الاستحقاقات الدولية. لكن الأساسي بالنسبة إلي هو أن ننظر الى انفسنا أكثر ما ننظر الى غيرنا، يعني أن نهتم بفريقنا ولي اليقين أن لنا القدرة على تجاوز كل الظروف وتحقيق التأهيل، إن نحن ركزنا على مبارياتنا بشكل جيد رغم صعوبة المجموعة التي نتواجد بها. س: كيف نتفادى اخطاء الماضي؟ ج - علينا أن نتجنب الأخطاء القاتلة التي سقطنا فيها في مونديالي 2002 و2006 والتي كلفتنا الثمن غاليا وأنتم كصحافيين تتذكرون جيدا ما حصل لنا مع منتخب كينيا، فالمطلوب الدفاع عن حظوظنا كاملة دون تهاون من هذا الطرف أو ذاك، أما عن اللاعبين فبالتأكيد أنهم سيلعبون بقتالية أمام أي خصم للحصول على نقاط الفوز الثلاث لتحقيق طموح لطالما راود الجماهير المغربية ألا وهو التأهيل الى كأس العالم 2010. س: ماذا عن اللقاء القادم ضد الغابون؟ ج - أظن ان المباراة الأولى أمام منتخب الغابون ستكون بدون شك صعبة بالنسبة إلينا، فلاخيار أمامنا سوى الانتصار على اعتبار أننا سنكون مؤازرين بعاملي الأرض والجمهور لأن الفوز سيفتح لنا الطريق لخوض اللقاءات المقبلة بمعنويات مرتفعة وبالتالي حجز بطاقة التأهيل الى المونديال، فنحن نعرف قيمة الكاميرون والطوغو لكن مباراة القفل هي التي سنجريها ضد الغابون وعلى ضوئها سنقيس حجم الاستعداد عندنا. س: روجي لومير بعيون طلال القرقوري ج: روجي لومير مدرب غني عن التعريف وسيرته الذاتية تتحدث عنه ويكفي أنه احرز مع المنتخب الفرنسي كأس أوربا عام 2000 وكأس القارات كما حقق اللقب الافريقي الأول لتونس موسم 2004 وأهل منتخبها الى مونديال 2006، فمدرب بهذا الزخم الكبير من الانجازات أكيد أنه سيحدث طفرة نوعية داخل الفريق الوطني. س: ألا يراودك حنين العودة الى الدوري الأوروبي. ج: هذا شيء مستبعد تماما ولا أضعه ضمن مفكرتي لأنني صراحة مرتاح داخل فريقي قطر القطري وتربطني علاقات قوية ومتينة مع جل مكونات النادي، كما اننا نحظى وأنا وزميلي يوسف السفري بسمعة طيبة نظرا للمردود والعطاء الجيد الذي نفرزه في كل مباراة نخوضها رفقة الفريق في دوري النجوم الذي أصبح يستهوي لاعبين من العيار الثقيل. س: الرجاء البيضاوي يتسيد الترتيب العام للبطولة ماذا يعني ذلك للقرقوري. ج: هذا شيء إيجابي ويثلج الصدر فالرجاء البيضاوي فريق كبير بتاريخه والكل يشهد له بذلك فخلال هذا الموسم انتفض الفريق بشكل قوي وعرف كيف يتخطى عقبة البداية المتعثرة، والحمد لله الآن بات يتزعم البطولة، صراحة كنت على يقين تام بأن الرجاء سيعود الى مستواه المعهود علما أن المكتب المسير كان سيقوم بخطأ جسيم ولو فرط في المدرب خوصي روما وفي تلك الظرفية الحرجة التي خيمت على الفريق الأخضر مع بداية الموسم، فروماو أعرفه شخصيا مدرب من طينة المدربين الكبار وحنكة أي إطار تظهر من خلال الحصص التدريبية فهذا المدرب يعرف ماله وما عليه وكما تابعتم فالنتائج تأتي مع الوقت وشيء إيجابي أن معظم الأندية الوطنية تصبر على المدربين، وهذا ما جعل الرجاء البيضاوي يصل الى ماوصل اليه الآن، أتمنى لهذا الفريق الذي أعشقه حتى الجنون مسيرة موفقة في مشوار البطولة حتى يحقق اللقب الذي سيكون لامحالة ثمرة جهود جميع مكونات الفريق الأخضر التي تعمل لما فيه خير لهذا النادي العريق.