إحترافيتي لم تتأثر بمجيء إلى قطر فريقنا الوطني قادر على الوصول لكأس العالم لومير تتحدث عنه سيرته الذاتية ولقائي به سيعرفني به أكثر علينا أن نستفيد من دروس 2002 و2006! ترتسم الكثير من علامات الإستفهام حول تفعيل المناداة على طلال القرقوري، وهو الذي علق مشاركته اللعب دوليا مع الفريق الوطني، منذ دورة كأس إفريقيا الأخيرة بغانا، والتي شهدت تهميشا مستفزا للمنطق وللعقل، لقائد دفاعي ولعميد بمرجعية كروية كبيرة·· علامات استفهام تطرح حول دوافع المناداة وحول وقعها على طلال القرقوري نفسه· هل يقبل بها وبالتالي يرفع حالة الحذر على اللعب دوليا لأسود الأطلس؟ وإن قبل بها، هل يكون لكل السحابات الداكنة التي غممت سماء طلال في الأشهر الأخيرة وقع على نفسيته، وعلى أدائه أيضا "المنتخب" هاتفت طلال القرقوري وهو يجاور ناديه قطر في الدوحة، وواجهته بأسئلة هي من ذات عيار الأسئلة التي واجه بها نفسه·· المنتخب: طلال كيف تعاملت مع المناداة مجددا عليك للفريق الوطني بمناسبة اللقاء الودي أمام منتخب التشيك؟ - طلال: قطعا هو حدث غير عادي بالنسبة لكل من يتابع الفريق الوطني، فهي مناداة تأتي بعد طول تغييب، قد لا يكون ضروريا الخوض الآن مجددا في أسبابه، ولكنه تغييب آلمني كثيرا، أصابني بما يشبه الإحباط، ما جعلني وقد توصلت إلى أن هناك من رغب في قطع الثيار، أن أعلن تجميد مشاركاتي دوليا·· اليوم وقد نودي علي للفريق الوطني، لا يمكنني بأي حال من الأحوال إلا أن أستجيب لنداء الواجب الوطني، أنا جاهز للعودة لمنتخب الأسود مادام أن الحاجة ما زالت ماسة إلي·· المنتخب: كان من الممكن أن تبدي اعتراضا، لطالما أنك تشعر بأن هناك ظلما وقع عليك؟ - طلال: نحن من تربينا على الوطنية، نحن من أسكنا حب البلاد في سويداء القلب، لا نستطيع مجرد التفكير في الأمر، صحيح أنني تظلمت من الذي حدث، صحيح أنني شعرت بما يشبه غلغلة السكين، صحيح أنني ضربت في صميم الكبرياء، ولكن أمام نداء الوطن ننسى كل شيء، عندما يصبح يقينا عندي أن الفريق الوطني بحاجة إلى طلال القرقوري، فأبدا لا أزايد في الكلام، لا أدخل في مساومات ولا أطلب الإعتذار من أي كان· المنتخب: تعود إلى الفريق الوطني وقد طويت صفحة الماضي إذن؟ - طلال: من مصلحتي ومصلحة الفريق الوطني أن أنسى، أن أعتبر الصفحة قد طويت، صحيح أنها تركت خدوشا في القلب وفي الذاكرة، ولكن في سبيل الواجب الوطني يهون كل شيء· المنتخب: عندما ابتعدت كل هذه المدة عن الفريق الوطني، هل تعمقت في بحث أسباب هذا الذي حدث لك؟ - طلال: أشعر أن هناك لغزا ما في الموضوع كله، لا أستطيع إلى الآن أن أستصيغ التحول الغريب الذي حدث في علاقتي مع المدرب الوطني هنري ميشيل، لقد كان يعرفني جيدا، يثق بإمكاناتي، وجاء بحتمية أن أظل قائدا لدفاع الفريق الوطني، إلا أن الأمور منذ أن واجهنا منتخب فرنسا بسان دوني سارت على نحو غريب، إنقلبت الأمور رأسا على عقب، ووجدت نفسي مهمشا بوازع وهمي، ومع ذلك كنت بكامل الإحترافية في التعاطي مع الموضوع، تجنبت إثارة الفتنة بغانا حتى لا أشوش على الفريق الوطني، إلا أنه بعد إقصاء المنتخب المغربي قلت برأيي بمنتهى الصراحة والموضوعية حتى يتفهم الناس موقفي ويتمثلوا قمة الظلم الذي أصابني· المنتخب: ولكنك وقتها لم تشر لهنري ميشيل وحده بأصبع الإتهام، لقد فهم الكثيرون على أنك تقصد أيضا الجامعة، وأن تصفيتك هي راحة لهم؟ - طلال: أول الأمر عنيت المدرب هنري ميشيل فهو من كان المسؤول الأول عن الإختيارات، وهو من أعرف أنه لا يعمل تحت ضغط الإملاءات، ولكن تبين فيما بعد أن الأمر كان مدبرا من طرف آخرين·· المنتخب: من داخل الجامعة؟ - طلال: لا أظن·· أرجوك أن نتوقف عن الحديث في هذا الموضوع، فكما قلت لك أنها صفحة طويتها بخيرها وشرها؟ المنتخب: بمجيء روجي لومير وضع إسمك قبل إحدى المباريات الودية في اللائحة الأولية ثم أسقط في اللائحة النهائية، هل أخذت علما بالأمر، وما كان رد فعلك؟ - طلال: روجي لومير يعرفني من المباريات التي لعبناها بتونس خلال كأس إفريقيا للأمم 2004 ومن خلال المباريات الثلاث التي واجهنا فيها منتخب تونس مؤخرا، بقدر ما أعرفه أنا من خلال سيرته الذاتية الغنية، وكما كنت أقول دائما المدرب هو صاحب الشأن وهو صاحب القرار الأول والأخير، واحترافيتي لا تتركني أجادل في أمور هي من اختصاص الآخرين، لقد رأى أن يضع إسمي في لائحته الأولية، ثم سحبه، وهو حر في اختياراته· المنتخب: اليوم وهو يفعل المناداة عليك لمباراتنا أمام التشيك، هل تحدث إليك في الأمر، هل تظن أنه عارف بموضوعك، ما يعني هل كان يعرف بقرارك تعليق مشاركاتك دوليا؟ - طلال: إنه فعل ما فعل لإيمانه بأن لي دورا ما زال بمقدوري أن ألعبه، قيمة أستطيع أن أضيفها ومرجعية لا بد أن تستثمر على النحو الأكمل، ولا بد أنه يعرف سلفا ما مدى حبنا نحن المغاربة لوطننا، نحن مجبولون عليه بالتربية وبالوراثة من تقديس للواجب الوطني، لذلك أنا أعفيه من النبش في كل هذه الأشياء· سأحضر لأعرض تجربتي ومرجعيتي علما بأنني بمنتهى الإقتناع أنه صاحب الشأن وصاحب القرار الأول والأخير·· المنتخب: أظنه توصل إلى ما يشكوه خط الدفاع من مشاكل، خاصة مع استمرار غياب وادو، فكان اللجوء الإضطراري لك؟ طلال: تلك أمور لا أريد الخوض فيها، أنا مع مبدأ واضح، المناداة علي تقول بحاجة الفريق الوطني إلي، وقد تغيرت أشياء كثيرة، وأنا عائد لخدمة الفريق الوطني، أما ما كان من حديث عن مشاكل يعيشها خط الدفاع، فهي مشاكل ظرفية بحسب رأيي تحدث مع الإصابات ومع فقدان الإستقرار، وأيضا مع مرحلة الفراغ التي يمكن أن يمر منها هذا اللاعب أو ذاك·· عموما ليس لنا ما نخافه، فهناك مؤشرات كثيرة تقول لإمكانية تحضير فريق وطني قوي للمباريات الرسمية التي سنقبل عليها·· المنتخب: هل ستكون لك جلسة مع روجي لومير بمجرد حضورك إلى المغرب؟ طلال: الأمر يدخل في إطار التواصل، إنه يعرفني كما أعرفه جيدا، ولكن يستطيع اللقاء المباشر أن يوضح أشياء كثيرة·· فأنا بحاجة لأن أعرف طريقة عمله وأسلوب تعامله، وما الذي ينتظره مني كلاعب قيدوم، حتى تتوضح الصورة، لطالما أننا جميعا نعمل بأسلوب إحترافي· المنتخب: هل تشعر أنك بنفس اللياقة والجاهزية التي كنت بها عندما كنت بالدوري الأنجليزي، ليس هناك ما يقول بأن بانضمامك لنادي قطر نقلك من مستوى كروي مطبوع بالإندفاع وبالصرامة إلى مستوى كروي أقل منه؟ طلال: كان بمقدوري البقاء لأطول فترة ممكنة بأنجلترا تحديدا بالدوري الأنجليزي الذي استأنست مع أسلوبه وإيقاعه، إلا أن ما ألزمني بالمجيء إلى قطر واللعب في دوري النجوم ظروف عائلية حكيت عنها في السابق·· سأكون مغاليا إن قلت أن الأجواء في أنجلترا هي نفسها في قطر، فالفارق واضح في الثقافة الكروي في الطبائع وأيضا في المناخ، الدوري القطري يبني حاليا نفسه ليكون الأفضل بين الدوريات العربية والدوريات الأسيوية، وعندما يتعلق الأمر بلاعب تعود العمل بنظام إحترافي، فإن المؤثرات الفنية والمناخية لا تكون بذات القوة عند لاعب شاب مثلا، أن أجبر نفسي ومع يوسف سفري على أن نعمل كما لو كنا نلعب بالدوري الأنجليزي، نتدرب بذات القوة، نحتفظ بنفس الإنضباط في العمل، ونسعى أكثر ما نستطيع إلى خلق التوازن إلى تقليص الفوارق· المنتخب: ما يعني أن طلال القرقوري ما زال بذات القدرة على العطاء؟ طلال: لو شعرت بأن هذه القدرة على العطاء نقصت أو تراجعت، لقررت احتراما لتاريخي أن أعتزل اللعب كليا، سأحضر للعب مع الفريق الوطني بوازع تقديم إضافة، وأتمنى أن أوفق في ذلك، مع خالص تقديري لكل الذين كانوا يفكرون في طلال وهو بعيد عن الفريق الوطني· المنتخب: أخذت علما بمجموعة الفريق الوطني في تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم، هل تؤمن بأن لنا حظوظا للوصول إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ طلال: لو حققنا القراءة في تشكيل الفريق الوطني الحالي لوجدناه مؤسسا من لاعبين يوجدون في قمة أدائهم وفي قمة اختمارهم، بخاصة أولئك الذين ساهموا في بلوغ الفريق الوطني نهاية كأس إفريقيا للأمم بتونس عام 2004· هذا يعني أن لنا فريقا وطنيا قويا ومؤثرا وله كل الحظوظ لينافس على التأهل حتى في حضور منتخب قوي كالكاميرون ومنتخب صاعد كالطوغو ومنتخب متحفز كالغابون· الأساسي من كل هذا أن ننظر إلى أنفسنا أكثر ما ننظر إلى المنتخبات الأخرى، ويعني أن نهتم بفريقنا أكثر ما نهتم بالآخرين، وأتصور أن لنا القدرة على مغالبة كل الظروف وتحقيق التأهل للمونديال إن نحن ركزنا على مبارياتنا وحضرنا لها بشكل جيد، أي بالتعامل مع كل واحدة منها على حدة، وقطعا إذا ما وظفنا بشكل جيد رصيدنا البشري الغني، إذا ما ركزنا كفاية على عملنا، وإذا ما وضعنا كل مؤثرات النجاح إلى جانب منتخبنا فسننجح في بلوغ كأس العالم· المنتخب: وكيف نتفادى ما وقع لنا في تصفيات 2002 و2006؟ طلال: في المناسبتين معا كان لنا فريق وطني كبير، وفي كل مرة كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل، تذكرون أن ما أبعدنا عن مونديال 2002 هزيمتنا بالسينغال، مع أنه كان يكفينا التعادل، وما أبعدنا عن مونديال 2006 تعادلنا بتونس، وقد كنا طوال الوقت متقدمين في النتائج، وفي المرتين معا كانت أشياء قد حصلت قبل المبارتين أضعفت حظوظنا، تذكروا ما حدث مع منتخب كينيا· اليوم علينا أن ننتبه لكل الذي يجرى في الكواليس، علينا أن نستميت في الدفاع عن مصالحنا، أما عن اللاعبين فهم حتما سيبذلون قصارى جهودهم ليحصلوا على النقاط الكافية لتحقيق أمال المغاربة في الوصول إلى نهائيات كأس العالم· المنتخب: شخصية روجي لومير، ماذا تعرف عنها؟ طلال: ما أعرفه عن روجي لومير، هو ما تحكيه عنه سيرته الذاتية، فهو مدرب له إسمه في السجل العالمي، قاد منتخب فرنسا للفوز بكأس أوروبا للأمم عام 2000 وكأس القارات، ثم قاد منتخب تونس للفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2004 وأهله لكأس العالم 2006، وحتما فإنه يأتي إلى المغرب بهذا الرصيد الكبير من الإنجازات وبالمرجعية المهنية ليحقق النقلة النوعية المنتظرة، وتجربته ستساعد الفريق الوطني في التعامل مع المباريات الإقصائية أما عن أسلوب عمله وضوابطه فسأتعرف عليها عند التواصل معه بشكل مباشر· طلال القرقوري من مواليد: 8 يوليوز 1976 بالدار البيضاء الطول: 1.85م الوزن: 76 كلغ النادي الحالي: نادي قطر (قطر) مكان اللعب: مدافع عدد مبارياته الدولية: 46 عدد أهدافه دوليا: 4 أول مباراة دولية: غامبيا المغرب: 01 (09042000)· الأندية التي لعب لها: (9699) الرجاء البيضاوي (992001) باري سان جيرمان الفرنسي (20002001) أريس سالونيك (اليونان) (20012003) عودة إلى باري سان جيرمان (20022004) باري سان جيرمان (20042006) شارلتون الإنجليزي (20052006) الغرافة القطري (20062007) عودة لنادي شارلتون الإنجليزي) (20072008 إلى الآن) نادي قطر القطري - إنجازاته: فاز بلقب البطولة مع الرجاء: مواسم (9697و9798و9899) فاز بعصبة أبطال إفريقيا: سنة 1997 وصيف بطل إفريقيا سنة 2004 بتونس مع المنتخب المغربي·