أكد باحث في الشؤون العراقية أن الزيارة , التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى العراق، جاءت في وقتها ، وأن الظروف ملائمة الآن لعودة فرنسا إلى الساحة العراقية من أجل الحصول على نصيب من الاستثمارات بعد أن غابت عن الساحة العراقية لمدة ثمانية عشر سنة. وأكد كريم بكزاد -وهو باحث بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية- لصحيفة «لوموند " أن الأوضاع الأمنية والسياسية بدأت تتغير في العراق، وأن الوقت مناسب تماما الآن لفرنسا للعودة إلى هناك, وهي التي كانت الشريك الأول لبغداد حتى سنة 1990, قبل أن تغيب أكثر من اللازم عن الساحة العراقية. وأولى التغيرات التي تم رصدها -حسب بكزاد- أن القوات الأميركية ستنسحب، بموجب روزنامة واضحة, كما أن الوضع الأمني يتحسن بوضوح ، حيث يقتصر وجود تنظيم القاعدة كما يقول على محافظة الموصل(شمال(. أما العامل الأهم ، حسب وجهة نظره ، فهو أن العراق، رغم كل ما يحيق به ، يبقى بلدا غنيا ، حيث ارتفعت ميزانيته سنة 2008 إلى 85 مليار دولار, تتأتى خاصة من الموارد البترولية. ولا تعرف الحكومة العراقية ، حسب وجهة نظر الباحث، كيف تنفق هذه المبالغ, كما أن العراق سيحتاج في قادم الأيام إلى استثمارات ضخمة لإصلاح بنية الصناعة البترولية ، وكذلك على الصعيد العسكري, ولا بد أن تكون فرنسا حاضرة في كل ذلك. وأكد الباحث أن الرئيس ساركوزي يكون قد فهم ما هو مطلوب بمسارعته بزيارة العراق ، وتعهده بإنشاء سفارة وقنصليتين في العراق من أجل تسهيل فرص الاستثمار للشركات الفرنسية والحفاظ على مصالح فرنسا. وشدد بكزاد على أنه من الصعب أن تصبح فرنسا شريكا كبيرا للعراق على المدى القصير, فهي تبدأ الآن من الصفر بعد أن فقدت مكانتها برفضها المشاركة في العملية التي شنتها القوات الأميركية عام 2003. وأضاف بكزاد أن الولاياتالمتحدة ما زالت تملك نفوذا كبيرا في العراق ، مما يمكنها من التحكم في توزيع العقود التجارية وغيرها رغم ما أعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي من أن زمن الهيمنة الأميركية قد ولى, وقد يتواصل استثناء فرنسا من كعكة العقود العراقية تطبيقا لما قرره الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش. وأكد الخبير في شؤون العراق، أنه التقى قبل فترة الرئيس العراقي، جلال الطالباني، الذي أكد له أن السلطات العراقية "لن تضع البيض كله في سلة واحدة" ، وستسعى لتنويع شركائها في المرحلة المقبلة, وهو ما يشير إلى وجود بوادر مشجعة لدور فرنسي مقبل في العراق.