فيما تقترب اسرائيل من استحقاق العاشر من فبراير الجاري، الذي ستتحدد فيه طبيعة القوى والاحزاب التي ستقود الدولة العبرية في المرحلة المقبلة، فان البازار المفتوح الذي يشارك فيه الرباعي بنيامين نتنياهو، افيغدور ليبرمان، ايهود بارك وتسيبي ليفني، يشير الى ان الامور مفتوحة على احتمالات عديدة . وان استطلاعات الرأي التي تعطي تفوقا لكتل اليمين المتطرف، وعلى رأسه الليكود 'نتنياهو، ' واسرائيل بيتنا 'العنصري الفاشي ليبرمان، ' وشاس 'ايلي يشاي' ، ليس بالضرورة ان تتحكم في شكل الحكومة المقبلة التي سيخضع ائتلافها الى مفاوضات عسيرة وصفقات متعددة يمكن ان تسفر في النهاية عن ائتلاف هش، وغير قابل للاستمرار بعد ان تكون الشعارات المرفوعة الان قد استنفدت اغراضها الانتخابية ، واظهرت الخريطة الحزبية والسياسية الاحجام والاوزان الحقيقية للاعبين والمؤثرين . دون ان نهمل ما سيجري على زعامة عديد من الاحزاب من تغييرات وخاصة قادة الاحزاب الذين لم ينجحوا في ابقاء حزبهم في المرتبة المأمولة , وسيكون ايهود باراك احد هؤلاء الذين سيتعرضون لحملة انتقادات حادة , وهو ما يفسر تردده في الاستجابة لنداءات شخصيات مؤثرة في حزبه تدعوه لاصدار بيان حاسم يقول فيه إن حزب العمل لن يشارك في حكومة يكون افيغدور ليبرمان وحزبه العنصري فيها. من المبكر الحديث عن حكومة 'وحدة وطنية' تشارك فيها الاحزاب الثلاثة الكبرى ليكود، «كاديما » و«العمل»، وبخاصة ان الايام الاربعة التي تفصلنا عن العاشر من فبراير ستكون حاسمة إن لجهة جذب المزيد من الكتلة الانتخابية التي لم تحسم خياراتها بعد ، وهي كتلة 'مرجحة' لاحد الاحزاب الثلاثة المتنافسة في شكل محموم رغم ان حزب العمل برئاسة باراك لا يطمح سوى في البقاء على تخوم المرتبة الثالثة. اسرائيل مقبلة على تغيير ليس من المغامرة القول انه سيكون دراماتيكيا اذا ما نجح بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية متطرفة تستند الى الاحزاب الاكثر عنصرية، وهي بالاضافة الى «الليكود»، الذي يرأسه، «اسرائيل بيتنا» ، و«شاس»، و«البيت اليهودي»( ويهدوت هاتوراه). عندها يصعب تجاهل الوضع الخطير الذي ستكون عليه المنطقة ازاء حكومة تفوق حكومة اولمرت الراهنة التي ارتكبت محرقة غزة، عنصرية وقرعا للطبول وميلا لمزيد من الاستيطان ورفضا لاي تفاهمات 'ولو غير مكتوبة' توصل اليها اولمرت او ليفني مع السلطة الوطنية الفلسطينية، اضافة الى ما هو معلن من مواقف لنتنياهو وليبرمان وشاس، من دعم للاستيطان ورفض لاخلاء أي مستوطنة حتى لو كانت عشوائية، وخصوصا ملف القدس التي ستبقى في نظر العنصريين والمتطرفين من امثال نتنياهو , وليبرمان , ويشاي , عاصمة موحدة وأبدية لاسرائيل. يجدر بالعرب ، وخصوصا الفلسطينيين، ان يعيدوا قراءة المشهد الراهن وما سيطرأ عليه من تغيرات عاصفة وبخاصة ان جدول الاعمال الذي سيحاول العنصريون فرضه على المنطقة لن يسمح بمزيد من ترف الفرقة والانقسام والتنافر.