الأخت لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق في اجتماع رؤساء الفرق النيابية مع شعبة المغرب العربي للبرلمان الأوربي: ترسيخ المسار الديمقراطي بالمغرب خيار استراتيجي لا رجعة فيه وفي معرض حديثها عن العلاقات المغربية الأوروبية ، تطرقت الأستاذ لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية إلى قضية الوحدة الترابية باعتبارها القضية الوطنية الأولى لجميع المغاربة وبالنظر للروابط التاريخية والسيادية وروابط البيعة، التي ظلت على الدوام تجمع الأقاليم الجنوبية المسترجعة بالمغرب، كما أكدت ذلك محكمة لاهاي في حكمها التاريخي عندما طلبت منها المملكة المغربية استشارة في الموضوع، وكما تؤكد ذلك بجلاء الوثائق التي تتوفر عليها بعض الدول التي كانت لها علاقة مباشرة مع المغرب كفرنسا وإسبانيا وألمانيا وأنجلترا انطلاقا من مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906. كما أشارت الأخت لطيفة إلى النقلة النوعية التي عرفتها وضعية الحريات العامة وحقوق الإنسان بالمغرب في ظل العهد الجديد الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس، من خلال تعزيز دعائم الحريات العامة، كما نص عليها ظهير 1958 والذي كرس الاعتراف بحرية الصحافة وتأسيس الجمعيات والهيئات السياسية والتجمعات العمومية والتي جاءت نتيجة كفاح طويل، خاصة حزب الاستقلال من خلال الإصلاحات التي عرفتها، خاصة منذ تعديل 2002 المعدل، وكذلك الشأن بالنسبة لوضعية حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا ابتداء من التنصيص عليها في دستور 1996 المعدل لما فيه ضمان ترسيخ دولة الحق والقانون، علاوة على تأسيس بعض المؤسسات التي عهد إليها لحماية حقوق وحريات المواطنين بما فيها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، المحاكم الإدارية هيئة الإنصاف والمصالحة، ديوان المظالم، وغيرها من المؤسسات التي تستهدف توسيع حقوق وحريات المواطنين وتوسيعها بالنظر لأثرها الإيجابي على مجرى الحياة السياسية الوطنية. وفي نفس السياق، اعتبرت الأخت لطيفة أن المغرب قد عرف تطورا كبيرا في المجال الديمقراطي كخيار استراتيجي لا رجعة فيه من خلال تعزيز دعائم دولة المؤسسات القائمة على مؤسسات تمثيلية ذات مصداقية منبثقة عن انتخابات نزيهة كما كان عليه الحال بالنسبة لاستحقاقات التشريعية التي عرفتها بلادنا خلال سنة 2002 والتي أجمع كل المهتمين والمراقبين على مدى شفافيتها. وبالمقابل، نددت الأخت لطيفة بالوضعية المزرية التي تعرفها حقوق الإنسان بمخيمات الذل والعار بتندوف والتي تعرف انتهاكا فضيعا أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون أن يتمكن المنتظم الدولي من مواجهة هذه الوضعية المأساوية التي يعاني منها المغاربة المغرر منهم بجحيم تندوف والذين يتطلعون إلى العودة إلى بلدهم بكل شوق. وفي معرض حديثها عن المغرب العربي والتعثر الذي عرفه منذ مؤتمر طنجة 1958، أكدت الأخت لطيفة أن حزب الاستقلال اعتبر على الدوام أن بناء المغرب العربي يشكل هدفا رئيسيا من هدف كفاح الحزب منذ فترة نضال التحرير الوطني وبعدها ولكن الجارة الجارة الجزائر بافتعالها قضية الصحراء المغربية ساهمت بشكل كبير في تعثر هذا المشروع الوحدوي رغم نجاح قادة البلدان المغاربية في إقامة اتحاد المغرب العربي في 1989 بمراكش حيث لم تلتزم الجزائر بتطبيق معاهدة مراكش خاصة فيما يتعلق بالسيادة الوطنية للمغرب فيما يخص تحريم استخدام تراب أحد البلدان والأعضاء للمس ببلد شقيق كما نصت على ذلك المادة 15 من معاهدة مراكش. وأضافت الأخت لطيفة أن حزب الاستقلال سيبقى حريصا كل الحرص على بناء وحدة المغرب العربي حتى يشكل قوة مغاربية حقيقية في ظل التكتلات الدولية التي تعرفها العلاقات الدولية المعاصرة.