اعتبر اليوم الرابع من الملتقى الوطني للحوار التلمذي الذي تنظمه جمعية الشبيبة المدرسية بدار الطالبة في حي العكاري بالرباط، يوما للديمقراطية بامتياز. حيث تضمنت فقرات برنامج هذا اليوم من الملتقى الممتد من 19 الى 30 غشت، مجموعة من المحاور المرتبطة بالديمقراطية كمفهوم وكممارسة. فكان للمشاركين في هذه الدورة التي اختير لها شعار «ملتقى للمواطنة» فرصة للاحتكاك بالمبادئ الديمقراطية الحقيقية من خلال فقرات تجلت في إجراء انتخابات برلمان الملتقى، وكذا في عرض للأستاذة لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق البرلماني الاستقلالي حيث عايش رواد الملتقى تفاصيل ارتبطت بإجراء انتخابات برلمانية داخل الملتقى أفرزت برلمانيين من المشاركين أسندت لهم مهمة الرقابة والتشريع داخل الملتقى. وكان الهدف من إجراء هذه العملية الديمقراطية هو تربية الشباب المتمدرس على أسس المواطنة التي تعتبر الحقوق السياسية والمشاركة السياسية من بين أولوياتها. كما كان غرض أطر الملتقى من تمثل التجربة البرلمانية داخل أوراش الملتقى هو وضع التلاميذ في موقع الاختبار، وفي عمق الممارسة السياسية بمفهوما الديمقراطي الحقيقي. حيث عمل الأطر على تنظيم انتخابات حقيقية روعيت فيها كل الشروط والتفاصيل والمراحل التي تمر بها الانتخابات التشريعية. ففسح المجال لكل التلاميذ المشاركين في الملتقى من أجل تقديم ترشيحاتهم في تاريخ محدد، كما أعطيت الفرصة لكل الفرق المكونة من الفتيات لتقديم لائحة تتضمن ثلاثة أسماء كانت بمثابة اللائحة الوطنية التي طلب من الناخبين التلاميذ التصويت عليها. وأعلن عن الفترة التي يحق لكل المرشحين القيام فيها بحملة انتخابية، ثم جرت عملية التصويت على المرشحين بنفس الطريقة المعتمدة في الانتخابات التشريعية وتمت عملية فرز الأصوات والإعلان عن الفائزين التسعة في الانتخابات البرلمانية لهذا الملتقى. ومن أهم ما عرفته هذه الانتخابات هو إجراء أطر الملتقى المديرين لهذه العملية الديمقراطية لاختبارات الغش وقياس درجة يقظة التلاميذ اتجاه هذه الممارسات المشينة التي تشوب الانتخابات واتضح أن معظم المشاركين تصدوا لها ورفضوا الرضوخ إليها. وبعد انتخاب تسعة أعضاء برلمانيين في الملتقى أشرف مؤطر هذه الفقرة من البرنامج العام منير البكاري على انتخاب مكتب البرلمان الذي ترأسه المشارك جمال أكدير ونائبته شيماء الإدريسي. ثم باشر برلمان الملتقى الذي أسندت له مهمته في الرقابة والتشريع عمله فاجتمع بإدارة الملتقى اجتماعا افتتاحيا للبرلمان. وحسب ارتسامات كل من جمال أكدير وشيماء الادريسي، فإن الممارسة الانتخابية داخل المتلقى مكنتهم من معرفة التفاصيل التي تمر منها الانتخابات التشريعية وقال جمال أكدير إنه عاش تجربة فريدة من نوعها مكنته من إبراز قدرته على إقناع الآخر ببرنامجه الانتخابي ثم معايشته لكل المراحل الانتخابية. أما شيماء الادريسي فأكدت أنها رغم تمكنها سابقا من دخول قبة البرلمان عبر برلمان الطفل كممثلة لمدينة سلا، فإنها لم تكن تعرف أن هذه العملية تستوجب إجراءات ديمقراطية وأضافت أنها لم تتذوق حلاوة بروزها كبرلمانية إلا بتصويت أقرانها عليها. وفي نفس السياق عرف اليوم الرابع للملتقى عرضا مميزا تحت عنوان التنشئة السياسية ألقته الأستاذة لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق البرلماني الاستقلالي. وقد افتتح اللقاء بكلمة تقديمية للأخ ناصر حميدوش وأخرى ترحيبية للأخ عمر عباسي وهما عضوان بالمكتب الوطني للشبيبة المدرسية. ثم تناولت الكلمة الأستاذة لطيفة بناني سميرس التي نوهت بالمجهودات التي تقوم بها الشبيبة المدرسية في مجال تأطير الشباب المتمدرس وبريادتها في تربيته تربية حسنة عقائديا وأخلاقيا وترسيخ مبادئ المواطنة لديه والتي تعتبر الديمقراطية والتنشئة السياسية الصالحة أهم ركائزها . وأكدت لطيفة بناني في مجمل عرضها، أن المغرب منذ 12 قرنا عرف مجموعة من التحولات كانت الممارسة الديمقراطية أهم ركائزها، ولعل مطالب مجموعة من العلماء بإقرار دستور مغربي سنة 1908 بفاس لخير دليل على أن الفعل الديمقراطي كان متجذرا في أخلاقيات المغاربة منذ قرون. وهو كذلك ما برز خلال عهد الحماية حيث كانت المعارك الطاحنة بين المقاومة المغربية والاستعمار الفرنسي، من أجل أن يصير المغرب بلدا حرا قوامه العدل والمساواة ومملكة يساهم الشعب في إقرار مصيرها من خلال دستور عادل. وقد ظل حزب الاستقلال من خلال رجاله المجاهدين يطالب بهذه المبادئ ويناضل من أجلها إلى أن انقشع نور الاستقلال. ولم تنته معركة التحرير بل واصل حزب الاستقلال بمناضليه طريقه ليشق درب الفعل الديمقراطي في المغرب ويساهم كفاعل أساسي في بناء مستقبل البلاد وتربية أبناء هذا الوطن على العدل والمساواة. وأشارت رئيسة الفريق البرلماني الاستقلالي أن حزب الاستقلال أرسى دعائم الممارسة الديمقراطية داخل تنظيماته من خلال بناء وتنشئة سياسية ديمقراطية صالحة منذ تأسيسه من أجل حصول المغاربة أجمع على حقوقهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وأضافت أن حزب الاستقلال هو نتاج لفكر ديمقراطي يسمح لكل المواطنين بجميع شرائحهم بممارسة حقوقهم الديمقراطية، وفق ما تمليه القوانين والتشريعات والأعراف فهو عبارة عن أسرة في شكل خلية متلاحمة متراصة لن تهز ركائزها كل المحاولات الرامية الى تعكير الفعل الديمقراطي بها. واستعرضت الأستاذة لطيفة بناني سميرس نماذج لدول عملت على تطبيق الديمقراطية واعتمدت على الطاقات والسواعد والعقليات الشابة فحققت ما أصبحت عليه من تقدم مشهود. كما أبرزت أن التنشئة السياسية والديمقراطية في غياب الحرية لا يمكنها أن تستمر، ودعت المشاركين في الملتقى الى الجد والعمل بكد من أجل خدمة الوطن والاعتماد على النفس للرقي بمستوى البلد الى الأحسن والمشاركة في الاستحقاقات السياسية المقبلة ومحاربة ومقاطعة كل أشكال الفساد التي يمكنها أن تشوب الممارسة الديمقراطية. ويشار إلى أن عرض الأستاذة لطيفة بناني سميرس تناول تعريفا للديمقراطية بمفهومها الشمولي كلبنة أساسية لبناء مجتمع مواطن سيرقى بالبلاد الى مستويات أسمى. وعرف هذا العرض اهتماما ملحوظا من طرف المشاركين في الملتقى، حيث تدخل عدد منهم وأبدى إعجابه بقدرة الاستاذة سميرس على التواصل مع الشباب وبمدى تمكنها من إيصال المفهوم الديمقراطي الى مفكرة المشاركين.