انطلقت بجبال الألب السويسرية أشغال الدورة39 لمنتدى دافوس بمشاركة «قياسية» إذ ينتظر حضور نحو2500 من صناع القرار في العالم؛ بينهم أربعون رئيس دولة وحكومة من بينها المغرب. وثمة مؤشرات على أن المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة2009 الذي ينعقد في ظل أزمة اقتصادية حادة تعهدت نخب أوساط الأعمال والسياسة في العالم بالعمل على معالجتها سيكون «تاريخيا» نظرا لتطلعات المنظمين إلى «إعادة رسم العالم ما بعد الأزمة». وينتظر أن يشغل موضوع «إعادة صياغة النظام المالي» مكانة محورية في المداولات, خصوصا في حضور عدد كبير من حكام المصارف المركزية وذلك بالرغم من تغيب ممثلي عدد كبير من المصارف الكبرى وهو تغيب لفت أنظار المراقبين بسبب ما ينسب إلى هؤلاء من مسؤولية كبيرة عن الأزمة التي كانوا أول ضحاياها أيضا. وفي المقابل لا يتوقع المتابعون لهذا الشأن أن تسفر قمة الرأسمالية هذه عن إقرار بالأخطاء أو أن تفضي إلى خطة سحرية خصوصا وأن الإدارة الأمريكيةالجديدة لن تكون ممثلة إلا على مستوى مستشارة للرئيس باراك أوباما. وعلى الصعيد الدبلوماسي يتوقع المنظمون عقد لقاء حول القوقاز في حضور رئيسي اذربيجان وأرمينيا. ومن بين المواضيع المطروحة على جدول أعمال المنتدى أيضا النزاع في الشرق الأوسط؛ خاصة الوضع الإنساني في قطاع غزة, حيث سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة بهذا الخصوص. وفي ظل هذه الأجواء الاقتصادية القاتمة المخيمة لا يتوقع المتابعون لهذه التظاهرة أن تتسم بالاحتفالية والبذخ اللذين طبعاها في السنوات الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى دافوس الذي ينظمه منتدى الاقتصاد العالمي منذ سنة 1971 يمتد على خمسة أيام تنعقد خلالها أكثر من200 جلسة مناقشة تتناول مواضيع شتى تتراوح ما بين «الدروس المريرة لانعدام التوازنات الشاملة» إلى «أنظمة الصحة الخاضعة للتوتر». وقد حقق منتدى دافوس أحيانا بعض الاختراقات مثل التوقيع على بيان يوناني تركي عام1988 ولقاء بين دو كليرك ومانديلا عام1992 واتفاق بيريز وعرفات حول قطاع غزة عام1994 .