رسم طبيب فرنسي صورة قاتمة جدا للوضع الإنساني في جنوب قطاع غزة , حيث عمل مع فريق طبي أجنبي تقديم المساعدة لضحايا العدوان الإسرائيلي وسط ظروف صعبة بسبب نقص التجهيزات الضرورية والقصف الإسرائيلي المستمر بلا انقطاع. ونقلت يومية «فرانس سوا»ر الفرنسية عن الطبيب، ريجيس كاريغ , العضو بمنظمة "دكتورز هيلب" (doctors help) , والذي يقود فريقا مؤلفا من جراح وطبيبين للحالات المستعجلة, أنه شاهد في مستشفى ناصر بخان يونس، مناظر مروعة جدا لجرحى فلسطينيين أصيبوا في قصف بالصواريخ أو بالقذائف المدفعية. وقال في مقابلة بالهاتف إنه رأى أجسادا مشوهة وقد بدت عليها جراح عميقة. وأضاف أن الناس كانوا يصرخون، بينما المصابون يُمددون أرضا في أروقة المستشفى لعدم توفر أسرة, مضيفا أن سكان غزة مجوعون ومروعون. وتابع الطبيب الفرنسي أن المستشفيين الموجودين في خان يونس لا يتسعان لآلاف الجرحى والمرضى، ومعظمهم يحتاج لعلاج فوري. وزاد قائلا أن هناك أطباء آخرين ، إلا أنه لا توجد تجهيزات طبية خاصة التي تستخدم في التخدير والإنعاش. ونقلت عنه الصحيفة قوله أيضا إن أطباء فلسطينيين أكدوا له قبول عدد من الجرحى المصابين بحروق ناجمة على الأرجح عن قنابل الفوسفور الأبيض التي قصفت بها آلة الحرب الإسرائيلية أغلب مناطق القطاع. ونقل عنهم الطبيب الفرنسي تأكيدهم أيضا قبول مصابين تعرضوا لغازات تسبب قصورا في الجهاز التنفسي، وتؤدي أحيانا للموت أو الشلل. وتحدث كاريغ للصحيفة عن تعرض وفد منظمته لقصف إسرائيلي مثلما حصل مع طواقم طبية كثيرة. وقد استشهد منذ بدء العدوان ما لا يقل عن 13 مسعفا فلسطينيا. من جهة أخرى، تعرضت منظمات خيرية بفرنسا لحملة بسبب جمعها تبرعات وتحويلها إلى مصر لمساعدة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة. وتزعم الجهات , التي تشن الحملة، أن الأموال تحول لحركة المقاومة الإسلامية )حماس(. وأدرجت الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل بعض هذه المنظمات -على غرار «اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين» ، التي أسسها طالبان فلسطينيان, مطلع التسعينيات- على لائحة ما يوصف بالمنظمات الإرهابية.