أسدل الستار أخيرا على الملتقى الوطني التكويني الثاني بالدار البيضاء، الذي نظمه المركز المغربي للتربية المدنية بدعم من الأممالمتحدة حول موضوع «دعم المجتمع المدني من أجل مشاركة فاعلة في استحقاقات يونيو 2009»، ودعم المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المحلية المستدامة عبر بوابة المشاركة المباشرة في الانتخابات الجماعية. وعقب اختتام أشغال هذا الملتقى أوضح رئيس المركز المغربي للتربية المدنية العربي عماد في تصريح لجريدة «العلم» أن الأهداف المرجوة قد تم تحقيقها خاصة فيما يتعلق بتوفير موارد بشرية من المكونين، ستوكل لهم مهمة الإشراف على التأطير والتكوين الجهوي، مشيرا بأن ذلك يعد لبنة أساسية لضمان تعبئة في صفوف الشباب على المستوى المحلي داخل المدن والقرى نحو تعزيز الوعي بأهمية المشاركة في تدبير ومراقبة الشأن المحلي، وتقوية دعائم التربية المدنية وروح التعبئة الجماعية لتحسيس المجتمع المدني وتوعيته بأهمية المشاركة الايجابية في الانتخابات المقبلة من خلال رؤية موحدة ونظام قيم متعارف عليه. واستطرد موضحا بأن مشروعه التكويني على غايات دعم المشاركة السياسية سيتواصل جهويا واقليميا بدعم من المركز ومنظمة الأممالمتحدة وبفضل المورد البشري الذي وفر من الملتقى التكويني الأول والثاني كذلك لتفعيل خلاصات وبنود ورشات مشروع المواطنة الذي اشتغل عليه المركز رفقة أخصائيين داخل المؤسسات التعليمية والجامعية. وكانت أشغال الملتقى قد انطلقت على مدى أربعة أيام لتكوين قرابة 85 مشاركا ومشاركة ينتمون إلى جمعيات المجتمع المدني، ممثلة لمختلف جهات المملكة، بحيث اشتملت محاور التكوين على تحديدات مفاهيمية واجرائية من قبيل: المواطنة، الانتخابات، التنمية، المشاركة، علاقة الجمعيات المدنية بالانتخابات الجماعية، وآليات تحقيق مشاركة فعالة في انتخابات يونيو2009، وفي تقنيات دينامية المجموعة عمل خبيرا الأممالمتحدة في التربية المدنية دوكلاص فيليبس وفيليس على تدريب المستفيدين على تقنيات تعبئة من صفوف الشباب ومهارات إعداد خطط عمل وسبل بناء لوبيات أو قوى ضغط شبابية تكون قادرة على توجيه السياسة العامة، وعلى تقنية تحديد المشكلات وجمع المعلومات والمعطيات حولها لاختيار أنسب البدائل والحلول لها. وتوقف المشاركون في هذا السياق على صعوبات الوصول إلى المعلومات لانعدام قانون ينظم حق الحصول على الخبر، مع التأكيد على أن المغرب قد خطا خطوات هامة لوضع قانون الأرشيف، وما يقابله من سعي للمصادقة على قانون الصحافة الجديد، وهو ما سيعزز وبلا شك التسريع بالمصادقة على قانون حق الوصول إلى الخبر المعروض على أنظار البرلمان المغربي. وعبر المشاركون عقب اختتام أشغال هذا الملتقى على أهمية المهارات التي تم اكسابها للمستفيدين حيث اعتبر سعد الزبير وهو مستفيد من جمعية الغد بالرباط أن أهمية هذه التكوينات تكمن في تعزيز قدراتنا في مجال التعبئة وحشد الرأي في صفوف الشباب للمساهمة والمشاركة في تدبير السياسة العامة، مبرزا أنها تبقى في حاجة إلى الاستمرارية تروم إطلاع المشاركين على تجارب الدول المتقدمة في العمل الديموقراطي، في حين أرجعت كريمة الغروزي من الجمعية المتحدة لتأطير الطفولة والشباب بمراكش أهمية هذا التكوين في تقنيات تنفيذ مشروع المواطنة وآليات المساهمة في توجيه السياسة العامة المكتسبة، دون أن تفوتها الدعوة إلى إيجاد مساحة زمنية أطول لمزيد من تعميق المهارات والتقنيات المستهدفة. وأبرزت من جهتها حكيمة الوزاني الشاهدي من جمعية تواصل للتنمية والتضامن بمدنية سلا أن الاستفادة كانت جد هامة بالنظر إلى كم المهارات والنتائج التي خلص إليها المشاركون، لكنها دعت إلى تكوينات أخرى مستقبلية لضمان جودة الأداء على المستوى الجهوي في تنفيذ مشروع المواطنة، توجه لم يختلف عن رأي إيمان أرباط مستفيدة من مدينة تطوان إذ اعتبرت أن هذا التكوين تميز بفعالية المهارات المقدمة كمهارات تعبئة الشباب وحفزهم للانشغال بالقضايا الوطنية السياسية والتنموي.