على بركة الله تنطلق الحملة الانتخابية لحزب الاستقلال.. الذي يخوض غمار الاستحقاقات التشريعية، بصفوف موحدة تنظيميا وفكريا، وإرادة صادقة لتجاوز عقبات الفشل الحكومي في تدبير الشأن العام، وتصحيح المسار للتفاعل مع المطالب الاجتماعية، بعزيمة وإرادة للصمود في وجه الارتدادات التي أصبحت تهدد المسار الديمقراطي في بلادنا، والرقي بوظيفة وخطاب الفاعل السياسي، مستندا على الثروة الفكرية للحزب، معبئا لأطره ومناضليه الذين تعاقدوا مع الشعب المغربي من أجل الكرامة، ملتزمين بتحقيق الأهداف المسطرة في برنامج "تعاقد من أجل الكرامة". هذا البرنامج، المستمد من تطلعات الشعب المغربي، عكف على تفاصيله أطر الحزب وكفاءاته، وروابطه من مختلف التخصصات والمجالات، مستحضرين روح وثيقة التعادلية التي أبدعها حزب الاستقلال سنة 1961، كمؤطر للمشروع المجتمعي الاستقلالي، والخيار البديل المستمر بعد انهيار الاشتراكية العلمية، وفشل نماذج الليبرالية المتوحشة، كمذهب نابع من القيم الإسلامية والثقافية المغربية، مستحضر للواقع المغربي وبنية مجتمعه، مستفيد من إيجابيات النماذج الاقتصادية والسياسية الأخرى، رافض لتبني نموذج جاهز مستورد من الخارج، فكيف يكون ذلك وزعيمه هو المفكر والعالم والأديب و الفقيه والمجدد والحكيم علال الفاسي؟ هو ضمير الأمة الذي ولد من رحم الشعب، وإلى الشعب ، ومع الشعب، والذي قاد رواده الكفاح من أجل استقلال المغرب، ليظل وفيا لتطلعات المواطنات والمواطنين، مدافعا عن الوحدة الوطنية بكل أبعادها، جاعلا من الدين الإسلامي وقيمه المبنية على التسامح والوسطية والتضامن والتآزر أحد أهم مرجعياته وثوابته الراسخة. إنه حزب الاستقلال الذي يفي بالتزاماته، والتاريخ يثبت ذلك ويؤكده، فقد قاد تجربة حكومية بين 2007 و2011، منجزا 270 من أصل 330 إجراء، التي التزم بها في برنامج الانتخابي لسنة 2007، رغم عدم اكتمال ولايته الحكومية التي عاصرت الأزمة الاقتصادية العالمية وثورات الربيع العربي، محققا 85 في المائة من التزاماته. هو حزب التعادلية الذي بوأه الشعب المغربي المرتبة الثانية في الاستحقاقات التشريعية التي أعقبت ترأسه للحكومة، بشعار الوطن أولا، وهو ما يفسر تقدير الشعب المغربي لضمير الأمة، حافظا لمكانته، واعيا بوطنية أطره، متشبثا بالمعارك التي خاضها من أجل الوطن، من معركة الاستقلال ومكافحة الاستعمار إلى الوحدة الترابية، ثم معركة الملكية الدستورية، وصولا إلى الديمقراطية ثم معركة كرامة المواطن والعدالة الاجتماعية. هو حزب النقد الذاتي الذي فضل الانسحاب من التجربة الحكومية، وفاء بالتزاماته، متشبثا بمصلحة الوطن، مفضلا لكرامة المواطنات، والمواطنين، رافعا لشعار التغيير، مرسخا لنضال القرب، مستمرا في الجهاد من أجل الكرامة، وهو الأساس التعاقدي الذي يقدمه للشعب المغربي في برنامجه. لقد أكد ارتفاع معدل النمو في عهد حكومة الأستاذ عباس الفاسي، في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، والمحيط الإقليمي المتوتر، نجاعة الخيار التعادلي، كبديل يطرحه برنامج الحزب لتجاوز الإخفاقات الحكومية في تدبير عدد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت ترهق كاهل المواطنات والمواطنين، فارتكز برنامجه على أنسنة اقتصاد السوق، وتقوية الاقتصاد التضامني، تقليص الفوارق الاجتماعية بين الطبقات، طامحا في تحقيق مجتمع متوازن متضامن، مرتكزا على حماية الملكية الخاصة وتشجيع المبادرة الفردية والابتكار. يخوض الحزب غمار الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل، في ظروف خاصة دوليا وإقليميا ووطنيا، طامحا في تصدر نتائجها، واضعا لبرنامج قوي وواقعي التزم بتطبيقه وتفعيل بنوده. مستندا على الوفاء المستمر للدفاع عن قضايا وهموم المواطنات والمواطنين، صامدا في عدة معارك خاضها من أجل الكرامة والديمقراطية والحرية. "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُومِنُونَ " على بركة الله تنطلق الحملة الانتخابية...