في ختام أعمال اجتماع عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- بالتنسيق مع المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام، حول موضوع (الإعلاميون ودور الوساطة بين أوروبا والعالم الإسلامي من أجل تغيير الصور النمطية المتبادلة)، أكد المشاركون على أهمية توعية الإعلاميين المنحدرين من بلدان عربية وإسلامية في أوروبا بالجوانب القانونية المتعلقة بنشر الصور النمطية عن الآخر في وسائل الإعلام، وتفعيل دورهم في معالجة الأزمات الثقافية والسياسية التي تتأجج فيها الصور النمطية بين أوروبا والعالمين العربي والإسلامي. ودعوا إلى احترام حرية التعبير المسؤول، والالتزام بالمواثيق والقوانين الإعلامية المحلية والدولية، وأخلاقيات مهنة الصحافة المتعارف عليها دولياً خلال التناول الإعلامي للقضايا المتصلة بالإسلام والأديان الأخرى، والهوية، والأقليات في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي، ومشاكل التطرف والإرهاب، وقضايا اللاجئين، والحريات الفردية والمرأة، وأوضاع الأقليات في العالمين العربي والإسلامي وفي أوروبا. كما دعوا إلى تفعيل المواثيق والقوانين المبينة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين التجاوزات الناتجة عن التعسف في ترويج الصور النمطية المسيئة للآخر، انسجاماً مع القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، وعن المندوبية السامية للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأدانوا العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات المتطرفة باسم الإسلام، وأكدوا أنها أعمال إجرامية مخالفة لقيم الإسلام السمحة الداعية إلى السلم والتسامح والتعايش، ومنافية للقيم الإنسانية المشتركة، والقوانين والإعلانات الدولية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان، ونبذ الكراهية والعنصرية والتطرف. ودعوا الإيسيسكو إلى تنظيم دورات تدريبية لفائدة الإعلاميين استناداً إلى وحدات منهاج تكوين الصحفيين لمعالجة الصور النمطية عن الآخر في وسائل الإعلام بالتنسيق مع المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام وكبريات مدارس تكوين الصحفيين في أوروبا. وأوصوا بإطلاق تشاور بين الإعلاميين المنحدرين من بلدان عربية وإسلامية حول سبل توظيف شبكات التواصل الاجتماعي، وفكرة إنشاء إطار ينتظمون فيه، بهدف التبادل والتواصل والتعاون بين هذه الفئة من الإعلاميين بأوروبا، من أجل تفعيل دورها في الحوار بين أوروبا والعالمين العربي والإسلامي، والمساهمة في تغيير الصورة النمطية المتبادلة. وأكدوا أهمية دور شبكات التواصل الاجتماعي بين المدونين، ونشطاء المجتمع المدني، والإعلاميين في قضايا الاندماج والحوار بين الثقافات وتكريس قيم التسامح. وطالبوا بتشجيع انتاج وبث برامج وأفلام وثائقية من شأنها أن تساهم في التعريف بثقافة وأنماط حياة الإنسان والمجتمع في العالمين العربي والإسلامي، وكذلك الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا، وأن تركز تلك البرامج والأفلام على أبعاد إنسانية من أجل التقارب والتفاهم مع الإنسان والثقافات والمجتمعات في أوروبا. ودعوا إلى العمل من أجل إحداث مرصد وإصدار تقرير سنوي، لرصد ما ينشر ويبث حول العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الأوروبية، وخصوصا ما يتعلق بالصور النمطية المسيئة للعالمين العربي والإسلامي. يذكر أن الاجتماع عقد في مدينة كولون الألمانية يومي 16 و17 سبتمبر الجاري، وشارك فيه نخبة من الإعلاميين من أصول مسلمة يشتغلون في عدد من القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية في ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والمملكة المتحدة، وهولندة، وخبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان، وممثلو عدد من مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا الاندماج، وحقوق الأقليات والمرأة، والحوار بين الغرب والعالم الإسلامي. ومثل الإيسيسكو في الاجتماع وأشرف على تنفيذه، الدكتور المحجوب بنسعيد، مدير مركز الإعلام والاتصال.