ككل سنة يعيش المواطنون معاناة حقيقية مع تذاكر السفر، خاصة أولئك الذين يشتغلون بعيدا عن ذويهم، إذ أصبح قضاء عطلة عيد الأضحى بين الأهل والأحباب، مناسبة تجبر المواطنين على عيش لحظات حرب مع المحطات الطرقية ببلادنا، إذ تعرف أسعار تذاكر الرحلات عبر الحافلات ارتفاعا صاروخيا. في هذا السياق، يؤكد مواطنون أن تكلفة النقل خلال هذه السنة ارتفعت بشكل كبير مقارنة مع ما هو معمول بها خلال الأيام العادية، ذلك أن أسعار التذاكر لدى العديد من شركات النقل الخاصة عرفت زيادات مختلفة، حسب اختلاف اتجاه الرحلات وتعدد شركات، تتراوح بين 20 و100 في المائة، وهي نسب من المتوقع أن ترتفع أكثر مع دنو يوم العيد، حيث يفوق الطلب العرض وقد تتجاوز نسبة الزيادة 100 في المائة اعتبارا لما جرت به العادة في الأعياد والمناسبات. هذا الوضع جعل المسافرين تحت رحمة وسائل النقل بشكل عام، المثال من شركة زستيامس لنقل المسافرين، التي عمدت إلى الرفع من أسعار الرحلات دون حسيب ولا رقيب، فالرحلة في الأيام العادية التي تربط بين مدينتي الدارالبيضاء وأكدز حددت ثمنها في 205 دراهم، ليرتفع هذه الأيام بقدرة قادر ليصبح 400 درهم. نفس الأمر ينطبق على مجموعة من الشركات التي تضاعف أثمنة التذاكر في هذه الفترة. فضلا على الفوضى العارمة هي ما تعرفها المحطات الطرقية، التي تعج بالحافلات يمينا وشمالا لكنها في مثل هذه المناسبات تثقل كاهل المواطنين البسطاء، بغلاء أسعار التذاكر، حيث تصبح الرحلات القصيرة بأثمنة الرحلات الطويلة، وهذه الأخيرة تبقى بورصة للمزايدات التي لا يعرف معها المواطنون إلى أين يتجهون؟ وإلى من يشتكون؟ ليتحول السفر من أجل قضاء عطلة العيد مع الأهل إلى جحيم يختلط فيه ارتفاع الأسعار، بالحالات الكارثية التي تعرفها الحافلات، بالإضافة إلى المحطات التي أصبحت مأوى لعدد من المنحرفين، والمشردين الذين يسمون أنفسهم كورتية.