مرة أخرى، تشتكي الجالية المغربية المنسية بصخرة جبل طارق، من اللامبالاة، التي تتعامل بها المصالح القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء، وخاصة منها، ما يتعلق بالمرضى، ونقل جثامين المتوفين هناك، للدفن بتراب أرض الوطن الحبيب. فالمعروف تاريخيا، عن جاليتنا بجبل طارق، أنها في فترة ما، كانت شبه يتيمة قنصليا، وبنضالاتها المستميتة بتأطير من ودادية العمال والتجار المغاربة بجبل طارق، وبتنسيق مع منظمة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، والمواكبة الإعلامية المتواصلة للصحافة الوطنية، وعلى رأسها (العلم) تم إلحاقهم استثنائيا، بالقنصلية المغربية بمالقة، وبعدها بسنوات، أصبحت القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء، هي المكلفة بكل أمورهم القنصلية.. غير أنه في الشهور الأخيرة، بدأ إخواننا هناك، يلاحظون نوعًآ من اللامبالاة، كلما قصدوا القنصلية، قادمين إليها من جبل طارق، أو من طنجة. كما أن اتصالاتهم الهاتفية، ومراسلاتهم الكتابية، لا تتلقى الجواب.. والشيء الذي أثر كثيرا في نفسية اخواننا بصخرة جبل طارق، ما تعرض له أخيرا، أحد المقيمين المغاربة هناك، الذي ألزمه المرض المكوث في المستشفى وعدم قدرته على التحرك، وأنه كان في حاجة إلى تجديد جواز سفره، وبما أنه لم يكن يتوفر على البطاقة الوطنية البيوميترية، فقد كان لزاماً عليه، التنقل إلى القنصلية بالجزيرة الخضراء. ونظرا لكونه على الفراش بمستشفى جبل طارق، فقد تعذر عليه ذلك، وبالتالي، لم تستجب القنصلية بإرسال عنصر من مصلحة التشخيص بالقنصلية لأخذ البصمات،وربما لأسباب لها علاقة ب: (الحدود) السيادية للقنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء.. وهناك معاناة لايصدقها العقل، وهي جثة فقيد من إخواننا بالصخرة، بقيت (محاصرة) هناك، لأسباب واهية. ذلك أن عائلة المرحوم، كانت ترغب في نقل الجثمان بحراً في اتجاه ميناء طنجةالمدينة، لكن السلطات الأمنية بالميناء رفضت وصول الجثمان الى طنجة، بدعوى، أن موتانا بالخارج، يجب نقلهم نحو الميناء المتوسطي، والسبب هو أن المصلحة الطبية الحدودية، لم يعد لها وجود بطنجة، وأن مقرها الجديد، بالميناء المتوسطي..! وفي الوقت الذي كان فيه على المصالح القنصلية بالجزيرة الخضراء، ومن خلالها المصالح الحكومية المعنية بالجالية المغربية بالخارج، التدخل لرفع هذا (الفيتو)، قام أحد المواطنين، بربط الإتصال بوالي الأمن بتطوان، وهذا الأخير، تدخل لدى والي الأمن بطنجة، لتصدر التعليمات للمسؤول عن الأمن بميناء طنجةالمدينة، للسماح بدخول جثمان الفقيد، ودفنه حيث كانت ترغب عائلته.. وبدون خلفيات نسأل: من يرعى قنصلياً، مصالح اخواننا (المنسيين) بصخرة جبل طارق؟!..