تهدد العقوبات الدولية المفروضة على حركة حماس، واستمرار الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة ، عملية اعادة البناء في القطاع ، الذي دمره هجوم عسكري اسرائيلي استمر22 يوما. وفي اطار اعلانها وقف اطلاق النار ، الاحد الفائت, اشترطت حماس رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع وفتح كل المعابر, خصوصا معبر رفح بين غزة ومصر. لكن اسرائيل لا تسمح الا بدخول المساعدات الانسانية الى غزة منذ سيطرت حماس على القطاع ، في يونيو2007 ، بعد مواجهات مع قوات السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس. ولا تبدي الدولة العبرية استعدادا للتخفيف من حصارها ما دامت حماس تحكم القطاع. واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، ان ""اسرائيل ستعمل على ان تتولى اعادة الاعمار منظمات دولية بالتعاون مع الاممالمتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية"", وليس حماس. واضاف ""يستحيل ان تقود حماس عملية اعادة اعمار قطاع غزة، وتنال بذلك شرعية"". وتابع اولمرت ""بهذه الشروط فقط ستتعاون اسرائيل في شكل كامل مع هذه العملية الرامية الى مساعدة المدنيين الابرياء"". وقالت المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية، بينيتا فيريرو فالدنر، ""من اجل عملية اعادة بناء, يحتاج المرء الى محاور في الجانب الاخر"". وتساءلت ""كيف يمكن تحقيق ذلك؟ هل ستتم في الانتظار عملية مصالحة؟ كل ذلك يبقى مفتوحا"". ولتجاوز هذا العائق, اقترح رئيس الوزراء الفلسطيني ، سلام فياض، ان تدير حكومة السلطة الفلسطينية برنامج اعادة البناء في غزة. لكن عباس لا يمارس اي سلطة في القطاع ، ولم تلق دعوته الى تشكيل حكومة ""وحدة وطنية"" اذانا صاغية لدى حماس. وفي هذا الصدد، التقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية ، تسيبي ليفني ، في بروكسل ، نظراءها في الاتحاد الاوروبي، لبحث القضايا الانسانية خصوصا. لكنها ربطت بوضوح بين اعادة فتح المعابر ومصير الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته مجموعات فلسطينية ، بينها حماس في2006 . اما القادة العرب فاكدوا ""عزمهم على تقديم كل اشكال الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني واعادة اعمار غزة"", وكانت المملكة العربية السعودية اعلنت ، خلال قمة الكويت الاقتصادية ، مساعدة لاعادة بناء القطاع قيمتها مليار دولار. وحسب المكتب المركزي الفلسطيني للاحصاءات ، فان كلفة تدمير البنى التحتية في قطاع غزة ، جراء الهجوم الاسرائيلي، الذي استمر من27 دجنبر حتى 17 يناير، بلغت9 ,1 مليار دولار. وافاد المركز ان14 في المئة من مباني القطاع ومنازله دمرت كليا او جزئيا خلال عمليات القصف, ومثلها العديد من الطرق وقسم من شبكتي الكهرباء والمياه.