أجمع محللون صهاينة ، على أن اتفاق التهدئة الذي أ برم بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني، وبدأ سريان مفعوله صباح يوم الخميس 19 يونيو 2008، يعتبر إنجازا ً لـ حماس ، بكل المقاييس ، وأن الحركة ستحاول استغلال فترة التهدئة، لتعزيز قوتها العسكرية. وأشار المحلل العسكري في صحيفة /يديعوت أحرونوت/، ألكس فيشمان، إلى أنه على الرغم من أقوال قادة الجيش الصهيوني ومس ؤ ولين سياسيين أن التهدئة ستكون مؤقتة ووصفها بالهشة، فإن اتفاق التهدئة سيتعزز . ولفت فيشمكان إلى أن الكيان الصهيوني اضطر للتنازل عن قسم من مطالبه ، فإسرائيل طلبت أن يشمل اتفاق التهدئة صفقة تبادل أسرى تستعيد من خلالها جنديها الأسير في القطاع ج لعاد شالي ط ، ولم تحصل على ذلك . وكتب فيشمان أن إسرائيل كانت تعلم مسبقا ً أنها لن تحصل على ذلك. وفي المقابل نجحت في الحصول على تعهد مصري في موضوع وقف التهريبات، وهو موضوع سيُعرض على الجمهور الإسرائيلي على أنه الانجاز المركزي في الاتفاق . واعتبر المحلل العسكري في صحيفة /معاريف/، عمير ربابورت، أن شروط التهدئة، من جميع النواحي، تشكل إ نجازا ً لحماس بالذات. وهذه الحركة، التي كانت، في الحقيقة، مستعدة للتهدئة منذ وقت طويل، نجحت بواسطة استنزاف إسرائيل في رفع الحصار الاقتصادي والحفاظ على ورقة ج لعاد شالي ط . وهي في الطريق الآن ل إ نجاز فتح معبر الحدود بين القطاع ومصر (رفح) الذي سيمنحها مكانة دولية كدولة فعلية. وهذه ستكون الدولة الوحيدة في العالم التي ينتمي قادتها إلى التيار المتطرف في العالم العربي لحركة الأخوان المسلمين ، بحسب الصحيفة. وقال ربابورت إن اتفاق التهدئة مليء بالثقوب وخصوصا ً أن حماس ستستغل فترة التهدئة لتهريب المزيد من الأسلحة للقطاع ولتدريب عناصرها الذي أصبح عددهم يزيد عن عشرة آلاف مقاتل، أي أكثر من جيش حزب الله. وفي كل شهر تسجل حماس تعاظما ً في قوتها سيزيد من الثمن الدموي الذي سيدفعه الجيش الإسرائيلي في حال تقرر لاحقا ً شن عملية عسكرية برية في عمق غزة . وأضاف أن الرسالة التي سيفهمها العالم العربي من موافقة الكيان الصهيوني على التهدئة مفادها أن إسرائيل تفهم لغة القوة وحسب . كذلك اعتبر ربابورت أن الاتفاق يشكل ضربة قاسمة بالنسبة لرئيس السلطة محمود عباس، الذي يعتبر شريك إسرائيل في عملية سياسية ولا يحصل على شيء . من جهة ثانية أشار ربابورت إلى أن تقديرات جهاز الأمن الصهيوني تدل على أنه بعد دخول التهدئة إلى حيز التنفيذ ستتزايد جهود الإرهاب في الضفة التي لا يشملها الاتفاق. وعلى ضوء ذلك فإن لا أحد في القيادة الإسرائيلية سيأسف فعلا ً عندما يستنفذ وقف إطلاق النار نفسه. والتوقعات هي أن التهدئة ستصمد بضعة شهور، كحد أقصى، وثمة احتمال كبير لأن تسير الأمور على هذا النحو . من جهته اعتبر محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس ، تسفي بارئيل، أن مبادئ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تشكل إ نجازا ً سياسيا ً وفئويا (لحماس) وستستخدمه الحركة كرافعة في حوار المصالحة الوطنية مع حركة فتح، الذي يتوقع أن يبدأ في نهاية الأسبوع الحالي . وأوضح أنه بموجب هذه المبادئ لن تتمكن إسرائيل، الموقعة على اتفاق معبر رفح من العام 2005، من الإشراف على المعبر لدى فتحه، وصفقة شالي ط سيتم بحثها بشكل منفصل عن وقف إطلاق النار، مثلما طلبت حماس . وأضاف بارئيل أن التهدئة تمنح حماس، وليس عباس، القوة لإرساء وقف إطلاق نار في الضفة أيضا. وإذا استمر الهدوء في القطاع ستضطر إسرائيل بعد نصف عام أو عام إلى تطبيق وقف إطلاق نار في الضفة أيضا ً ، وبذلك تستكمل حماس تحقيق مطالبها . ورأى بارئيل أن لحماس مصلحة في تطبيق مبادئ التهدئة وليس فقط من أجل تحرير القطاع من الحصار الإسرائيلي. ففي نهاية الأسبوع يتوقع وصول عباس للقطاع في زيارة أولى في إطار محاولاته للتوصل إلى مصالحة وطنية بين حماس وفتح. وسيقف عباس أمام حماس قوية سياسيا ً بفضل ظهورها كمن لوت ذراع إسرائيل. وطريق هذه المصالحة ستكون طويلة، خصوصا ً فيما يتعلق بمطالب عباس من حماس وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل سيطرة الحركة على القطاع. وفي حال نجحت هذه العملية فإنها ستنتهي بانتخابات تشريعية ورئاسية. وحماس تسعى للوصول إلى هذا الوضع بكل قوتها السياسية. وإذا انتهت الشهور الستة للتهدئة بحصول حماس، من إسرائيل، على وقف إطلاق نار في الضفة أيضا ً ، فإن بإمكانها عندها إظهار سيطرتها الأمنية في شطري فلسطين. وهكذا، بواسطة التهدئة، ستستكمل حماس بناء الجبهة السياسية الداخلية، والأهم من ذلك أنها ستعزز اعتراف العرب بمكانتها ، بحسب المحلل الصهيوني .