تتجه العلاقات الأوروبية التركية نحو المزيد من التوتر بسبب تصاعد خلافات الطرفين بشأن العديد من الملفات على رأسها ملف اللّجوء حيث بدأت العواصم الأوروبية تعبّر عن ضجرها مما تعتبره ابتزازا من قبل أنقرة باستخدام ملف اللاجئين المتدفّقين أساسا من بؤر التوتر بالشرق الأوسط عبر الأراضي التركية، وهو موضوع حساس لارتباطه بقضايا سياسية وأمنية بالغة الأهمية لأوروبا. وعبّرت كل من ألمانيا والنمسا، الإثنين، عن رفض صريح وواضح لمحاولات الابتزاز من قبل تركيا. وفيما رفض زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، تهديد تركيا بإلغاء اتفاق اللجوء، اعتبر وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس مطالب تركيا بإلغاء تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي للمواطنين الأتراك، ابتزازا ومساومة بملف اللاّجئين. وقال جابرييل، الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد الاتحادي متحدثا من مدينة روستوك "لا يمكن في أي حال من الأحوال الضغط على ألمانيا أو أوروبا". وجاء ذلك تعقيبا على تهديد الحكومة التركية الاتحاد الأوروبي بإلغاء اتفاق اللجوء، إذا لم يتم إعفاء المسافرين الأتراك من التأشيرة بأقصى سرعة ممكنة. وأكد جابرييل أنه يتعين على أنقرة تحقيق المعايير اللازمة لإلغاء التأشيرة، وقال "إن الأمر يتوقف على تركيا في ما إذا كان ممكنا أن يكون هناك إعفاء من التأشيرة أم لا". وبالنظر إلى التطورات الحاصلة في تركيا قال جابرييل "إن البلد الذي يشق الطريق نحو إعادة تطبيق عقوبة الإعدام، يبتعد بشكل كبير عن أوروبا إلى درجة أن جميع مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي سوف تصبح بالطبع غير ضرورية في نهاية المطاف". وأشار إلى أن تطبيق الإعدام يتعارض مع ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى دافع نائب ميركل عن قرار المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا بعدم السماح ببث كلمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمتظاهرين المؤيدين له في مدينة كولونيا الألمانية، الأحد، عبر شاشة فيديو. وانتقدت الحكومة التركية هذا الحظر بشدة، لكن جابرييل أكد بقوله "إن قرار عدم السماح بالبث كان سليما تماما وقانونيا"، وأشار إلى أن هذا الحظر يساعد على تهدئة الوضع. وأكد نائب ميركل أن أي محاولات من الخارج لتقسيم المجتمع في ألمانيا ليست مقبولة، مشيرا إلى أنه تم تحقيق أمور كثيرة في التعايش سويا بين الألمان وذوي الأصول التركية في ألمانيا. وقال زيجمار إنه لن يتم السماح بإفساد هذا الوضع بسبب الصراع على السلطة في تركيا. وفي ذات سياق الغضب الأوروبي من تركيا رفض وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس مطالب أنقرة بإلغاء تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي للمواطنين الأتراك. وذكرت وكالة الأنباء النمساوية "إيه بي إيه"، الاثنين، أن السياسي المنتمي لحزب الشعب النمساوي المحافظ رفض أيضا محاولات الابتزاز التي تمارسها الحكومة التركية على خلفية اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. وبحسب ذات الوكالة، تأتي تصريحات كورتس كرد فعل على تصريحات نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الذي ذكر في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية الصادرة، الاثنين، أنه "إذا لم يتم إلغاء التأشيرات سنكون مجبرين على الإحجام عن اتفاقية استعادة اللاجئين واتفاق الثامن عشر من مارس الماضي". وعن ذلك قال كورتس "هناك شروط واضحة لإلغاء التأشيرات يتعين تطبيقها كاملة دون استثناء، خاصة في ما يتعلق بقوانين مكافحة الإرهاب". وذكر كورتس أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي عدم الاعتماد على تركيا في قضية اللاجئين، مضيفا أنه يجب على الاتحاد أن يكون قادرا على حماية حدوده الخارجية بنفسه.