قلصت قمة الجامعة العربية التي انعقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط في يوم واحد عوض يومين ، وفي غياب قادة عرب كبار، على خلفية انقسامات وأزمات مستمرة في المنطقة العربية. ولم يحضر القمة إلا ستة من القادة العرب. وإزاء الانقسامات كان المغرب أعلن في فبراير الماضي تخليه عن تنظيم القمة العربية لسنة 2016 معتبرا أن "الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة، قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية". وأضاف أنه "أمام غياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية، فإن هذه القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي". واكتفى المغرب بحضور وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، وهي تمثيلية ضعيفة، حيث لم يحضر الأمير مولاي رشيد الذي عادة ما ينوب عن شقيقه جلالة الملك أو في بعض الأحيان رئيس الحكومة. وتعكس التمثيلية المغربية الضعيفة مدى استمرار التوتر بين البلدين الذي من سماته غياب وجود سفير موريتاني في الرباط، والتهميش من طرف البلدين للوفود التي تحمل رسائل من القيادتين. وكان الملك محمد السادس لم يستقبل وزير خارجية موريتانيا أخيرا، كما رفض رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز استقبال وفد مغربي وترك أمر استقباله لوزير خارجيته. وتحضر الصحراء دائما بين البلدين، وإذا كان المغاربة قد تحفظوا على قرار عدم توقيع نواكشوط ملتمس عشرات الدول الإفريقية طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، فقد قدمت موريتانيا المغرب بدون صحرائه في خريطة القمة العربية. ويذكر أن موريتانيا تعترف بما يسمى الجمهورية التي أعلنتها البوليساريو وترفض تجميد الاعتراف كما طالب بذلك المغرب مرارا.