هاجم مدير ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى والأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي الحاكم بالجارة الشرقية كلاً من المغرب وفرنسا، واتهمهما صراحة بتدبير مؤامرات تستهدف ضرب استقرار الجزائر محذراً من ما وصفه بمخطط تقسيم تقوده جهتان، الأولى لطالما لم تتقبل استقلال الجزائر في اشارة لباريس والثانية أي الرباط تخاصم الجزائر بسبب موقفها الداعم للطرح الانفصالي . وقد تزامن ذلك مع وفاة محمد عبد العزيز رئيس جبهة الانفصاليين المطلعون على خبايا المطبخ السياسي الداخلي للجارة الشرقية للمملكة يجمعون على أن خرجة أويحيى المستفزة والمتضمنة لاتهام مباشر وخطير ينطوي على تداعيات وعواقب قانونية ودبلوماسية صعبة الاحتواء تندرج ضمن مسعى و مخطط للأجهزة النافذة بمربع السلطة بقصر المرادية تحويل إهتمام الرأي العام الجزائري عن وضع وواقع إجتماعي و إقتصادي منذر يغدي شرارته المتزايدة النزيف المسترسل لأرصدة الخزينة العامة الجزائرية بفعل تراجع عائدات تصدير النفط الجزائري وفشل النموذج الاقتصادي المحلي المبني على منطق الريع وتركيز و تعبئة عواطف الشعب الجزائري نحو أعداء خارجيين يتربصون باستقرار وطمأنينة ووحدة الجزائر وتشكل باريس المستعمر السابق والمغرب الجار المقلق والمنافس الوحيد والأوحد لحلم و أسطورة التفوق و الهيمنة التي سطرها الراحل بومدين ويتابع ضباطه ورفاق دربه تصريفها كثابت مبدئي ومصيري لهوية وأساس الدولة الجزائرية . الغريب أن اويحيى الذي يطمح لدعم جنرالات الدولة النافذين لخلافة الرئيس بوتفليقة المعاق في أقرب مناسبة ممكنة على مقعد الرئاسة يدرك أن تصريحه المتهجم على الرباط والحامل لاتهام مباشر سيكون له حتما ردود فعلمتشنجة في مستوى خطورة الفعل المزعوم ولهذا فإن عملية التصريف الشعبي والاعلامي لهكذا مزاعم مكلفة دبلوماسيا من أجل توليد جبهة داخلية معبأة بقضايا وشعارات ملفقة من شأنه أن يثير المزيد من الشكوك وعلامات الاستفهام حول مصداقية الالتزامات الخارجية للحكومة الجزائرية تجاه جيرانها وشركائها وحتى خصومها المفترضين . قبل أشهر أصيبت الدبلوماسية الجزائرية بالسعار مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة المدافع عن الحوزة الترابية للمملكة. وزير الخارجية الجزائري لعمامرة صرح حينها أن المغرب يراهن على الأسوإ في علاقاته مع الجزائر . أويحيى أحد أعمدة النظام الجزائري باسلوب الاستفزاز والتحرش الجديد يعقد الأمور أكثر و يضع مع وجود الفارق الصارخ في كفة واحدة التعاطف مع قضية 9 ملايين قبايلي بقلب الجزائر تناضل من أجل الانعتاق من التبعية لنظام مركزي اوليغارشي و خلق دويلة شبح و رعايتها و تمويلها وتسليحها للعبث بوحدة تراب بلد جار . إن سلوكا استفزازيا و تصريحا غير موزون العواقب كالذي جاء على لسان اليد اليمنى لبوتفليقة ينسف من الأساس كل خطوات التقارب الخجولة التي تبذلها العديد من الأطراف و يمنح للمملكة حق الرد المشروع بكل الوسائل الممكنة وجرعات التشنج المتوفرة في قاموس الدبلوماسية.