لم تفلح محاولة تثبيت الباعة المتجولين ولا خلق فضاءات وأماكن خاصة بهم من تفشي الظاهرة وتناميها بشكل فضيع، وما يترتب عنها من عرقلة السير والجولان في الكثير من الأزقة والشوارع واحتلال الملك العمومي وإزعاج ساكنة الأحياء وكذا المساهمة في انتشار السرقة والنشل وما إلى ذلك.... إن محاربة الظاهرة بنوع من النمطية والاستثناء يمكن أن يؤدي إلى الإحساس بنوع من ''الحكرة'' كما هو الشأن في هذه النازلة التي كاد أن يذهب ضحيتها بائع متجول ينحدر من الجماعة القروية بولنوار بدائرة خريبكة، الذي يعاني، حسب بعض المصادر، من مرض القلب، حينما قام قائد المقاطعة الثالثة من منعه من مزاولة تجارته إسوة بباقي الباعة المتجولين المنتشرين في نفس المنطقة، الأمر الذي اعتبره المعني ''حكرة'' في حقه ولم يتردد في سكب مادة قابلة للاشتعال فوق ملابسه احتجاجا على ما تعرض له على يد رجل سلطة دون غيره، إلا أن تدخل بعض الأشخاص منع المعني بالأمر، المتزوج والأب لطفلين، من الانتحار، حيث تم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة لتلقي الإسعافات.