فيما تجري بكواليس مقر قيادة الانفصاليين بالرابوني و بالعاصمة الجزائرية مشاورات مكثفة لترتيب عملية خلافة عبد العزيز المراكشي ، قررت قيادة الانفصاليين استثمار مناسبة وفاة زعيمها لتحقيق اختراق دبلوماسي حيث برمجت عملية دفن جثمان المراكشي الذي سيحل اليوم الجمعة بالعاصمة، الجزائرية على متن رحلة جوية قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي توفي بها صبيحة الثلاثاء الماضي زعيم الجبهة ، بعد أن قضى بها زهاء شهرين رهن العلاج , غدا السبت بمنطقة بئر لحلو الواقعة بالمنطقة العازلة جنوب شرق الجدار الأمني المغربي ، و هو ما يمثل استفزازا مباشرا للمملكة حيث تعول قيادة الانفصاليين على حشد جمع غفير من الضيوف الأجانب و عناصر الميليشيات المسلحة المحلية لشرعنة وجودها الرسمي بالمنطقة العازلة بموجب إتفاق أممي . وفي غضون ذلك صدرت أوامر من العاصمة الجزائرية بإحكام إغلاق جميع المنافذ المؤدية من و إلى مخيمات تندوف تفاديا لتسرب عناصر معارضة للبوليساريو , كما خلص اجتماع مغلق ضم دائرة ضيقة من المقربين للمراكشي الى أن تنحصر مسألة هوية خليفته في ثلاثة أسماء تحظى برضا و عطف قصر المرادية ، و هي وفق ترتيب الأفضلية ممثل الجبهة السابق بالجزائر ابراهيم غالي ثم الرجل الثاني في الجبهة عبد القادر طالب عمر ثم رئيس المجلس الوطني للجبهة خطري أدوه ، الذي يشغل مؤقتا منصب رئيس الجبهة في انتظار انعقاد مؤتمر استثنائي للجبهة . المتتبعون للوضع بداخل المخيمات تفاجؤوا بانزواء و اختفاء وزير دفاع الجبهة الأسبق محمد لمين البوهالي و أحد المغضوب عليهم من طرف المراكشي و حاشيته المقربة ، و الذي يعتبر نفسه الأحق بقيادة الجبهة فضلا عن حرم المراكشي الجزائرية خديجة حمدي التي كانت ترتب رفقة مجموعة مصغرة من زعامات الجبهة الانفصالية منذ سنة على الأقل ، مسألة خلافة زوجها المريض قبل أن تتدخل الجزائر وتأمرها بايقاف مناوراتها التي كادت قبل أشهر أن تفجر القيادة الانفصالية من الداخل . و عدا ترتيبات جنازة المراكشي المبرمجة غير بعيد عن الجدار الأمني المغربي , تفاجأ المتتبعون ببرقية التعزية و النعي المعبرة التي بعثها بان كي مون الى أسرة المراكشي و قيادة البوليساريو ، و ضمنها مشاعر انسانية رقيقة , على أن الأمين العام الأممي و إن كان قد نعت المراكشي فقط بصفته الوظيفية داخل الجبهة فإن رئيس موريتانيا ولد عبد العزيز تجاوز كثيرا منسوب اللياقة حين خاطب الراحل معزيا ، بفخامة رئيس دولة وهمية ، و هو ما يعبر حتما في نظر الملاحظين عن لسان حال علاقات نواكشوط بالرباط على الأقل في الظرف الراهن .