أخيرا قدم الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون تقريره إلى مجلس الأمن الدولي مساء أول أمس الإثنين 18 أبريل الجاري، وهو التقرير الذي انتظره الرأي العام لمدة تجاوزت الأسبوعين. التقرير الجديد لم يختلف عن سابقيه من التقارير التي اكتظت بها خزائن الأممالمتحدة حول هذا النزاع المفتعل الذي عمر لسنين طويلة جدا. حيث بدا بان كي مون من خلاله حريصا على تجنب اصطدام جديد مع المغرب بعد المواجهة العنيفة التي وضعته في موقع صعب ودقيق جدا بسبب انزلاقاته الخطيرة. فقد اعتمد التقرير نفس منهجية سابقيه بأن استعرض في جزء مهم منه مجمل أنشطة أجهزة الأممالمتحدة في شأن هذه القضية خصوصا سفريات مبعوثه الشخصي السيد كريستوفر روس وزيارته الأخيرة للمنطقة و أنشطة بعثة المينورسو في الصحراء السياسية و العسكرية ،و مجمل المراسلات التي توصلت بها الأمانة العامة من الطرفين. وفيما يتعلق بالصعوبات والإكراهات التي تعترض جهود الأممالمتحدة في التوصل إلى حل لهذا النزاع، قال بان كي مون في تقريره إنها تتمثل في أن ( كل طرف يأتي إلى طاولة المفاوضات برؤية مختلفة ، فالمغرب يصر على أن يكون مقترح الحكم الذاتي هو المقترح الوحيد في المفاوضات ، مع محاولته إقحام الجزائر كطرف رئيسي في أي مفاوضات. أما جبهة البوليساريو فتصر على أن أي حل لقضية الصحراء يجب أن يمر عبر تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره ). و اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنه ( حان الوقت للإنخراط في مفاوضات جادة دون شروط مسبقة و بحسن نية للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين ). وحذر المسؤول الأول في الأممالمتحدة من مخاطر الحرب الشاملة. وأضاف إن استمرار هذا النزاع له آثار كبيرة على الاستقرار في المنطقة . و عبر بان كي مون عن قلقه من استمرار توقف برنامج تبادل الزيارات العائلية من الصحراء المغربية و مخيمات تندوف. ولم يخرج التقرير الحديد عن السنة المعمول فيها في شأن هذا النزاع ، حيث اقترح من جديد تمديد وجود بعثة الأممالمتحدة في الصحراء لسنة جديدة تنتهي في 30 أبريل من سنة 2017 . ويبدو أن بان كي مون كان شديد الحرص في تقريره الجديد على تجنب كل ما من شأنه أن يغضب الرباط خصوصا و أن مواجهته العنيفة مع المغرب لم تهدأ ، و جاء التقرير مخيبا لخصوم المغرب الذين كانوا يراهنون على أن بان كي مون سيعمل على تصفية حساباته الشخصية مع النغرب من خلال هذا التقرير .