في سياق معاناة عدد لا يستهان به من المغاربة من ويلات الحرب الدائرة في ليبيا، والتي تلقت العلم عددا من الشكايات من أسر مغاربة مقيمين هناك، لازالت عائلة مغربي يبلغ من العمر 76 سنة توفي يوم الأحد الماضي بالديار الليبية، بسبب سكتة قلبية، تنتظر بفارغ الصبر نقل جثمانه العالق بطرابلس بغية مواراته الثرى بالدار البيضاء. في هذا الصدد، أكد مصدر مطلع ل"العلم"، أن مصالح القنصلية المغربية بالعاصمة الليبية طرابلس، لم تتدخل بالشكل المطلوب لتسريع وتيرة الإجراءات الإدارية لنقل جثة الهالك نحو المغرب، رغم توصل زوجته وأبنائه بنبأ وفاته. موضحا أن ممثل القنصلية المغربية بالمعبر الحدودي "رأس اجدير" بين ليبيا وتونس، لم يكلف نفسه عناء مساعدة الهالك، عندما كان متوجها لتونس بجواز سفر منتهي الصلاحية، وبحوزته تذكرة سفر تخوله العودة في رحلة جوية نحو المغرب.. بيدَ أنه فوجئ بعد قضائه لساعات طويلة بمطار العاصمة تونس، بإعادة نقله بالقوة إلى طائرة متوجهة إلى العاصمة الليبية بدل المغرب، ليجد نفسه مرة أخرى، مضطرا إلى طلب المساعدة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا، مما كان له انعكاسات خطيرة على صحته ونفسيته، حيث سقط مغمى عليه بالقرب من منزل أحد معارفه المغاربة، الذي ساعده من قبل، ليتم نقله على وجه السرعة خلال يوم الأحد 10 أبريل الجاري، إلى مستشفى الخضراء بطرابلس، لكن القدر المحتوم لم يمهله طويلا، ليفارق الحياة بأرض المهجر بدل وطنه المغرب، بسبب إهمال المصالح القنصلية المغربية. وقد كشف المصدر ذاته، أن الهالك كان يعيش وضعية اجتماعية صعبة بليبيا، مما دفعه إلى التسول، ليتم القبض عليه من قبل السلطات الأمنية، والحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر بتهمة الهجرة غير الشرعية، قبل أن يتم الإفراج عنه، بعد تدخل مغاربة ينشطون في إطار العمل الجمعوي المهتم بقضايا مغاربة ليبيا، حيث تكلفوا به إلى أن قرر العودة إلى المغرب. وفي سياق متصل، تساءلت عائلة الهالك حول حقيقة دور تمثيلية القنصليات المغربية، إذا كانت لا تقوم بتقديم المساعدة إلى كل مواطن مغربي يتواجد في وضعية اجتماعية صعبة بديار المهجر، خاصة ممن يصطدمون ببعض المشاكل الإدارية أثناء رغبتهم في العودة إلى وطنهم الأم ، على غرار ما عاشه الهالك من معاناة وظروف صعبة، سواء بليبيا أو أثناء دخوله إلى التراب التونسي للعودة إلى المغرب، وهو يتوفر على جواز سفر منتهي الصلاحية.