كما توقعت ذلك العلم قبل ايام عرج كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة على مدريد قبل ان يجعل من الرباط التي حل بها اول أمس الثلاثاء المحطة الاخيرة ضمن جولته الاخيرة التي قادته تباعا الى نواكشوط ،تيندوف والجزائر ثم مدريد و اخيراً الرباط فيما تظل زيارته الى باريس غير مؤكدة. روس تباحث مع وزير الخارجية الإسباني ابانيث الاثنين الماضي بمدريد التي استقبلت بوريطة قبل ايام و تحصل مجددا على دعم اسبانيا كعضو بمجموعة أصدقاء الصحراء التي خفت دورها خلال الأشهر الاخيرة لانشغال عواصمها بقضايا داخلية و خارجية اكثر أهمية بالنسبة للقارة العجوز وواشنطن التي لا تريد التخلي عن دبلوماسيها الاممي تضبط حساباتها و توفر مواقفها لشهر ابريل حين سيناقش مجلس الأمن موضوع الصحراء. بان كي مون الذي يقضي موسمه الأخير على رأس الأممالمتحدة يحاول جاهدا ضبط التوافقات والتوازنات الهشة في ملف الصحراء و لا يريد ان يغامر بموقف او خطوة قد تغضب الرباط او الجزائر 0 روس الذي تم استقباله ببرود واضح في الرباط وحظي باستقبال من طرف الرجل الثالث في سلم الدبلوماسية المغربية في شخص الوزير المنتدب ناصر بوريطة في انتظار موعد قد يتاخر مع مزوار رضخ مرغما غير مخير لإرادة الرباط في تحديد شهر يوليوز المقبل كموعد رسمي لاستقبال بان كي مون بالمملكة . العارفون بالمطبخ الداخلي للخارجية المغربية يعتبرون ان لغة الخطاب الرسمي المغربي مع مسؤولي الاممالمتحدة فيما يخص قضية الصحراء المغربية قد شهدت تحولا جذريا يؤشر لبداية صفحة جديدة من عهد دبلوماسي يتسم بالصرامة ورفض أي تراجع إضافي قد يتم تفسيره و تأويله من طرف الخصوم و الأصدقاء باعتبارها تنازلا من المملكة فيما يتعلق بملف وحدتها الترابية . الخطاب الذي وجه الى روس من طرف الوزير المنتدب في الخارجية يتضمن لغة واحدة هي مقترح الحكم الذاتي و لا شيء غيره ، والاكيد ان مزوار سيبلغ المبعوث الشخصي لبان كي مون ان المغرب ليس لديه ما يقدمه اكثر من الحكم الذاتي و لن يخضع مجددا لإملاءات الضغط و سياسة الامر الواقع و لي الذراع . المغرب يمتلك في نظر المتتبعين ورقة ضغط قوية و حاسمة ان توفق في التلويح بها في الوقت المناسب و هي الانسحاب من مخطط التسوية الاممية بالمرة و سحب الثقة من روس . هذا الإجراء المحتمل سيمثل خبطة دبلوماسية من شأنها خلخلة حسابات المتربصين بالمصالح العليا للمملكة و وضع الاممالمتحدة في ورطة سياسية حقيقية . الدبلوماسية المغربية مطالبة بالتكشير عن انيابها حين تفترض الوقائع و الظروف ذلك . فمهما حدث لن يكون المغرب الا في صحراءه و صحراؤه في مغربها . هذه المعادلة الثابتة هي بمثابة الصخرة التي تتكسر على سطحها اوهام الانفصاليين و من يدور في فلكهم .