في الوقت التي تدعي فيه مصالح الأمن الجزائري أن الضربات الاستباقية العميقة لمختلف فرق الجيش بمعاقل الارهاب و القاعدة بمختلف مناطق الجزائر قد مكنت من تحسين الوضع الأمني بمنطقة القبائل و التقليل من عمليات خلايا السلفية الجهادية الدامية ، تتحدث مصادر متتبعة لعمليات ملاحقة يومية بواسطة مروحيات تابعة للجيش الجزائري لخلايا متفرقة لمسلحي القاعدة، ما زالت تتخذ من مرتفعات عصفور المشتركة بين ولايتي وجدة و تلمسان شمال شرق وجدة مسرحا لآعادة تشكيل فرقها المسلحة مستغلة المنطقة العازلة بالشريط الحدودي ، و التي تتخذ شكل أدغال غابوية موحشة للتنصل من عمليات الملاحقة الأمنية التي انطلقت قبل ثلاثة أشهر و مكنت حسب حصيلة رسمية جزائرية من تفكيك 40 شبكة دعم و استسلام عشرات المسلحين . و تحولت منطقة الغرب الجزائري منذ فترة الى فضاء مستباح تحت سيطرة خلايا قاعدية فارة من مختلف مناطق المواجهة الجزائرية , تبحث لفتح قنوات تواصل مع المهربين لتأمين حاجياتها من سلاح و مواد غذائية و لوجيستيكية و هو ما يطرح حجم المخاطر المطروحة بالنسبة لحرس الحدود المغاربة ، بالنظر الى العواقب الأمنية التي يطرحها نشاط هذه الخلايا بمنطقة التماس الحدودي مع المغرب . يذكر أن المنطقة المذكورة ظلت لسنين عديدة في عز سنوات العنف الدموي بالجزائر مسرحا لتسلل عناصر عديدة من أنصار و أعضاء الجماعات الارهابية التي باشرت اتصالات مع خلايا مناصرة بالعديد من المدن المغربية ،و هو ما يطرح مسؤولية السلطات الأمنية المغربية في ظل الأوضاع الراهنة لتشديد الرقابة على المنافذ المشبوهة التي تظل مجالا لتسلل الخطط الهدامة التي تتهدد أمن و استقرار البلاد . و في موضوع ذي صلة وزعت المحاكم الجزائرية خلال السنة الماضية ما لا يقل عن 310 حكم بالاعدام في حق أمراء بتنظيم السلفية الجهادية الناشطين بالتراب الجزائري ، أغلبهم ما زال في حالة فرار أو ادعت السلطات العسكرية أنها قضت عليهم , في حين ما زال مصير مؤسسي التنظيم الارهابي عبد الرزاق البارا و حسن حطاب مجهولا بعد أن سلما نفسيهما للسلطات الجزائرية و سحبت جميع التهم القضائية الموجهة إليهما , حيث تتحدث مصادر عن صفقة سياسية مجهولة تكون مصالح المخابرات العسكرية الجزائرية قد أبرمتها مع القياديين المختفيين ، و تتضمن العديد من الألغاز المحيرة التي من شأن الكشف عنها فضح "مؤامرات شديدة الخطورة.