سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البطولة الوطنية الاحترافية «اتصالات المغرب» لكرة القدم (الدورة ال 12): لا صوت يعلو فوق صوت الديربي 119 بين الوداد والرجاء.. استعدادات جماهيرية وأمنية مكثفة والسوق السوداء تلتهب «نار.. نار.. نار»
تتواصل في نهاية الاسبوع الجاري منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم بإجراء الدورة 12، التي ستتميز بلقاءات غاية في القوة والإثارة، والتي سيكون من أبرزها الديربي الكلاسيكي رقم 119 بين الوداد والرجاء البيضاويين ، والمواجهة الساخنة بين اتحاد طنجة واتحاد الفتح الرياضي دون إغفال مباراة أولمبيك خريبكة و المغرب التطواني التي تكتسي أهمية كبيرة للفريقين. وسيكون ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء غدا الأحد بداية من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، قبلة لعشاق القلعتين الحمراء والخضراء في إحدى أبرز المواجهات بينهما على مر تاريخ البطولة المغربية نظرا لوضعية كل منهما في سلم ترتيب بطولة هذا الموسم . فعلى امتداد الديربيات ال118 السابقة ظلت لقاءات الغريمين البيضاويين حدثا استثنائيا تتوقف فيه عقارب الزمن لتفسح المجال أمام جماهير الفريقين خاصة والجمهور المغربي عامة بالاستمتاع بأطباق كروية من المستوى الرفيع حيث تفرض الفرجة نفسها على الرغم مما يرافقها من حدة وتنافس كبيرين إن على أرضية الملعب أو المدرجات . وسيلعب العامل النفسي دورا أساسيا في الحسم في نتيجة اللقاء، ففريق الوداد البيضاوي سيحاول استغلال المعنويات العالية للاعبيه وتحقيق انتصار آخر يعزز به مسيرته الموفقة في بطولة هذا الموسم والتي مكنته من تعزيز موقعه في الصدارة مناصفة مع فريق الفتح الرباطي. أما فريق الرجاء فسيكون عليه رفع تحد أكبر في ظل الأزمة التي يعاني منها الفريق على مستوى النتائج داخل البطولة المحلية، والتي تفرض عليه الفوز كحل وحيد للخروج من فترة الفراغ التي يمر منها « الشياطين الخضر» بعد بداية كارثية وتزكية النتيجة الإيجابية التي حققها الأسبوع الماضي على ضيفه النهضة البركانية بالدارالبيضاء 1-0. ولاشك في أن الديربي، الذي يتميز بخصوصيات وطقوس مميزة ، وتتحكم فيه جزئيات صغيرة ، سيكون صعبا للطرفين لما تتسم به المواجهات بينهما من حدة وإثارة على جميع المستويات، لكن مع التحلي بالروح الرياضية العالية . ومن شأن هذه المعطيات أن تحفز فريقين الوداد والرجاء على تقديم طبق كروي راق يليق بسمعتهما كمدرسيتين عريقتين تعتبران قاطرة كرة القدم على المستوى الوطني ، وبالتالي إشباع نهم جمهورهما الرياضي البيضاوي خاصة والمغربي عامة المتعطش إلى الاستمتاع بعروض في المستوى . كما يشكل الديربي مناسبة تستعيد فيه المدرجات دفءها ولوحاتها الفلكلورية الجميلة (تيفويات معبرة ولافتات وأعلام وشعارات ....)، فنجاح الحدث مرتبط بجمهور حضاري ذواق عاشق للفرجة وراسم للاحتفالية بتناسق بديع سيشد عضد الفريقين المتباريين على المستطيل الأخضر. وتميز تاريخ المواجهات بين الفريقين بذكريات لا تمحى، فعلى امتداد الديربيات ال118 السابقة ومنذ أول لقاء جمع بين الفريقين سنة 1957، ظلت لقاءات الوداد والرجاء حدثا استثنائيا مرتقبا يلقي بظلاله على الساحة الرياضية الوطنية ويشكل متنفسا يبدع ويتفنن من خلاله جمهور الفريقين في رسم لوحات مبهرة جديدة ومتجددة تتزين معها مدرجات الملعب بالألوان الحمراء والخضراء وبمختلف أنواع الاحتفالية والتشجيع ما يساهم بشكل وافر في حفاظ الديربي البيضاوي، الذي يستأثر باهتمام المراسلين الرياضيين لكبار وسائل الإعلام الرياضية العربية والإفريقية والعالمية، على مكانته المتوهجة والرائدة. وبشهادة الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فإن ديربي الدارالبيضاء يعتبر من بين الأفضل في العالم ويشكل أكثر من مباراة رياضية بين اثنين من أكثر الأندية نجاحا في المغرب (فاز الوداد ب12 لقبا للبطولة و9 كؤوس للعرش ولقب واحد في دوري أبطال إفريقيا، فيما فاز الرجاء بلقب البطولة 8 مرات وبكأس العرش 7 مرات وبدوري أبطال إفريقيا 3 مرات وشارك مرتين في أرقى تظاهرة كونية خاصة بالأندية (كأس العالم للأندية 2000 و2013 حيث احتل مركز الوصافة)، الشيء الذي يزيد من الضغط على جميع مكونات العاصمة الاقتصادية للمملكة (سلطات محلية وأمنية وإدارة مسيرة ولاعبون وحكام وجمهور ...) ويحثهم على ضرورة تضافر الجهود والالتفاف من أجل إنجاح هذا العرس الكروي الكبير.