يعتقد خليل الهاشمي الإدريسي أن وكالة المغرب العربي للأنباء هي جزء من الإرث الذي منحه له الشرع والقانون، وإذا لم يكن كذلك فهو يتعامل في هذا الصدد وكأن الوكالة ضيعة من ضيعاته الفلاحية يتصرف فيها بالشكل والصيغة التي يقدرها مزاجه الغريب، ويتضح هذا الأمر من خلال تعاطي الوكالة مع بعض الأنشطة. فهو لا يتوانى مثلا في تكليف فريق من الصحافيين لتغطية معرض لوحات فنية جد عادي وإعطاء الأهمية البالغة لهذا المعرض من خلال قصاصات خبرية وحينما نبحث عن السبب في ذلك يبطل لدينا العجب حيث العارض المحتفى به ليس إلا شقيق السيد المدير، وفي هذه الحالة لا بد أن تكون الوكالة في خدمة العائلة الكريمة. ويتضح ذلك من خلال الأوامر الصارمة التي أصدرها السيد المدير العجيب وعممها على جميع المصالح وتقضي بمنع تغطية أي نشاط من أنشطة النقابة الوطنية للصحافة المغربية والسبب الذي يبطل العجب مرة أخرى هو أن لهذه النقابة مواقف لا تنال رضى المدير العجيب ولا تساير مزاجه المثير. لنأخذ آخر مثال على ذلك حينما سارعت الوكالة إلى تعميم بلاغ الفدرالية المغربية لناشري الصحف الذي يرد على بلاغ صادر عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والملاحظ أن الوكالة لم تنشر بلاغ النقابة وبذلك فإنها تتطوع بنشر بلاغ توضيحي على بلاغ لم تنشره أصلا، وهذا يعطي المدير صورة عن طبيعة الأداء المهني للمؤسسات العمومية. وهو نفس السلوك الذي كان سائدا في سنوات الرصاص، اللهم أن هذا السلوك كان في تلك السنوات يهم القضايا السياسية الكبرى بيد أنه في زمن خليل الهاشمي الإدريسي أضحى يقتصر على التفاهات. طبعا، تفسير هذا السلوك غير المهني يوجد في الموقف العدائي لمدير الوكالة من النقابة وبما أن بلاغ الفدرالية يتضمن تجريحا في النقابة فإن ذلك ما يتوافق مع مزاج المدير العجيب. الرد على هذا السلوك المشين من طرف شخص يشرف على مؤسسة إعلامية عمومية سهل ومريح، ذلك أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تتشرف بعداء شخص من طينة خليل الهاشمي والمغاربة يفرقون جيدا بين هذه النقابة وهذا الشخص. وليس مهما أن يهتم المدير بالنقابة أو أن يستعديها، بل المهم أن الإنحطاط في هذه المؤسسة وصل إلى حد استخدامها سلاحا لتصفية حسابات بئيسة. إنه زمن الإنحطاط.