زهرة لعميرات فترة وجيزة جدا وتنتهي سنة 2008 بحلوها ومرها.. بانتكاساتها ومفاجآتها... صفحة من عمرنا تطوى ومعها أشياء كثيرة أسعدتنا أو أحزنتنا.. أشياء ربما حركت المشاعر.. أسالت الدمع. أثارت الوجع وأيضا انتزعت ضحكا وفرحا عصيا في زمن كلَّست فيه صعوبة العيش كل المشاعر. في المغرب والعالم العربي وكل دول العالم شهدت 2008 أحداثا كثيرة.. وفي رقعتنا الجغرافية من هذا العالم المترامي الأطراف وبالضبط في نقطة صغيرة هي مغربنا... عشنا أحداثاً وبحساب الربح والخسارة،، كسبنا أشواطا ونقف في انتظار كسب رهانات أخرى، أحداث سُيِّجت بالقوانين والنصوص.. وحدود أخرى رسمتها الأعراف والتقاليد والفقر والأمية والعنف والحيف ضد المرأة. فهل نذكر نحن النساء في خضم زحم هائل من المشاكل التي تتغدى من كينونتنا كنساء، أهم حدث عشناه على مدار سنة من الزمن.. ربما.. إن تركنا أشياءنا الصغيرة جانبا وحاولنا رصد أهم حدث ميز الساحة النسائية وشكل همنا الأكبر...! الهم المشترك لنساء من توجهات واهتمامات مختلفة لكن وحدهن الهم الإنساني في عمقه وشموليته وتداعياته . *************************** عام مضى... وعام أزف عام جديد يزف نفسه إلينا .. يولد جديدا ليواجهنا بالمجهول، وفي كل مرة يطل ويهل تنتابنا مشاعر متناقضة: الفرح، القلق، الترقب، الحزن، الأمل، الخوف. فنحن نودع من العمر سنة على رغم كل ما فيها من إحباطات وهموم، وقليل من الفرح. وغالبا نودعها حزانى لأنها اقتطعت من أعمارنا شهورا لن تعود ولن تُعَوَّضُ، وأسقطت بعض أوراق خضراء نثرتها في الفضاء وليس بمقدورنا أن نلملمها ونعيد إلصاقها بشجرة العمر الماضية. في الليلة الأخيرة من كل عام نحتفل.. نتبادل التهاني ونودع العام الذي مضى وسقط من حساب عمرنا ، ونستقبل الليلة الأولى لعام أطل.. نستقبله بتوجس . نجلس نقلب دفاتر العمر التي طويناها، تتناثر أمامنا. بعضها صفحات سوداء ذُيِّلت بالحزن لفقدان عزيز. أو أشياء مادية صغيرة لكنها عزيزة على قلوبنا لأن لها ذكرياتها الخاصة. ونقلب آخر ورقة من رزنامة حُمِّلَتْ بتواريخ هامة حميمية وغالية، وتواريخ ، يفوح لونها بلون صباحات صفو ومسافات حيطة وحذر. هكذا تمضي الأيام والشهور، هكذا تتساقط أوراق العمر . وحين تنتصب الحقيقة أمامنا ننتفض. لكن الريح تجرف الصرخة. والعمر يكبر. ويمتد الى الأمام. فالزمان لا يتوقف. لايعيد عجلته.. ويترك لنا فقط فرصة التحدي أن تتحرك، أن لا نتجمد، أن نغلبه راكبين متن الأمل والإصرار على النجاح. في زمن ليس فيه موطأ قدم لمتردد..