الزلزال..الضاعقة..الفضيحة..لم تجد الصحافة الرياضية الفرنسية مفردات أقوى للتعبير عن هول الصدمة التي فجرتها فضيحة المنشطات الروسية من خلال تقرير صادم قدمته أمس لجنة مستقلة شكلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، يدين الاتحاد الروسي لألعاب القوى بارتكاب مخالفات منشطات ممنهجة بغرض الهيمنة على عالم الرياضة بطرق غير مشروعة. وتُظهر الأدلة التي نُشرت أمس مستويات صادمة من الفساد الرياضي السائد خلف جدار من الاحتيال والخداع والكذب، وهو ما دفع بالوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات "يوسادا" إلى تقديم توصية عاجلة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بتوقيف عشرة رياضيين ومسئولين روس مدى الحياة وإغلاق مختبر مكافحة المنشطات الروسي في العاصمة موسكو. ومن جانبها قالت العداءة البريطانية لسباقات 800 متر جيني ميدوز عبر حسابها الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر : "كنت أشكك دائما في الأمر حتى جاء التأكيد بأن الاتحاد الروسي لألعاب القوى حرمني من أفضل لحظات مسيرتي". وحصلت ميدوز على الميدالية الفضية في بطولة العالم داخل القاعة سنة 2010 بعد خسارتها أمام الروسية ماريا سافينوفا، التي فازت أيضا بالميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012 قبل أن تتعرض لعقوبة الإيقاف مدى الحياة من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. نفس المصير تعرضت له العداءة الروسية باولا رادكليف حاملة الرقم القياسي العالمي لماراثون السيدات، ويظهر حجم الألم الذي عانى منه الرياضيون الشرفاء بسبب خداع متعاطي المنشطات.. وإذا كان الفساد الذي تورط فيه مؤخرا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يرتبط بالمال واستضافة الكؤوس العالمية من خلال الرشوة والابتزاز، فإن الفساد في ألعاب القوى يعصف بالنتائج النهائية للمتبارين وبجهودهم وتضحياتهم الكبيرة من أجل اللقب. وفيما يخضع السنغالي لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى للتحقيق لاتهامه بالتورط في التغطية على نتائج إيجابية لاختبارات المنشطات، يدرس الاتحاد الدولي لألعاب القوى دعوة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لاستبعاد روسيا من الدورة القادمة لألعاب القوى المقررة سنة 2016 بالبرازيل،، حتى وإن شدد وزير الرياضة الروسي على براءة بلاده من أية انتهاكات معلنا استعداده تسليم كل ما لدى مختبر مكافحة المنشطات الروسي من عينات لفحصها في مكان آخر.