اصدرت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) تقريرا ناريا أمس الاثنين طالب باستبعاد روسيا عن جميع منافسات العاب القوى بينها العاب ريو دي جانيرو الاولمبية 2016 بحال استمرار تماديها في عدم احترام قانون مكافحة المنشطات. خلص تقرير مستقل للجنة التي تشكلت للتحقيق في فضيحة تهز العاب القوى: "توصلت اللجنة المستقلة انه ينبغي على الاتحاد الدولي لالعاب القوى ايقاف الاتحاد الروسي لالعاب القوى". ودعت الوكالة ايضا الى ايقاف لمدى الحياة لخمسة عدائين من روسيا بينهم البطلة الاولمبية في سباق 800م ماريا سافانوفا، والغاء اعتماد مختبر مكافحة المنشطات في موسكو وطرد مديره. وشكلت الوكالة لجنة من ثلاثة اشخاص برئاسة رئيسها السابق ديك باوند للتحقيق حول مزاعم اطلقها وثائقي على قناة المانية في ديسمبر الماضي ثم في اغسطس 2015 كشف وجود عدد كبير من الحالات المشبوهة لرياضيين نالوا ميداليات عالمية واولمبية بين 2001 و2012، اعتبر باوند ان "جزءا كبيرا" منه كان دقيقا. وبين التقرير ادلة على غش منظم بعلم وموافقة السلطات الروسية، مشيرا الى ان اختبارات المنشطات للرياضيين اجريت في مختبر روسي يفتقد تماما الى المصداقية. وقال باوند لصحافيين: "كل ذلك لم يكن قابلا للحدوث من دون معرفة السلطات الحكومية". وردا على سؤال عما اذا كان تعاطي المنشطات لدى الرياضيين مدعوما من الدولة الروسية، اجاب باوند: "نعم، لا اعتقد ان هناك اي استنتاج اخر… لم يكن ممكنا الا يعلموا بالامر". واشار التقرير الى ان تواجد عدائين متنشطين قد "خرب" الالعاب الاولمبية في لندن 2012، وان "التنشط الممنهج" يمتد الى خارج روسيا والعاب القوى. وعبر رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى البريطاني سيباستيان كو من لندن عن ذهوله: "اريد تفسيرا. انا مصدوم تماما من هذه المزاعم. ارغم بدعم من مجلس الاتحاد الدولي للحصول على رد من الاتحاد الروسي قبل نهاية الاسبوع". ورأى كو المنتخب حديثا بان استنتاجات التقرير "مثيرة للقلق" لكنه بدأ بعملية "البحث لفرض عقوبات على الاتحاد الروسي لالعاب القوى". ويلتقي الاتحاد الدولي الجمعة المقبل لمناقشة الازمة الطارئة على ام الالعاب. – رد روسي – وفي اول رد فعل روسي، قال وزير الرياضة فيتالي موتكو ان الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) "لا تملك حق ايقاف" روسيا عن جميع مسابقات العاب القوى، لكنه تعهد بان موسكو "ستنجز بالتأكيد" توصيات الاتحاد الدولي والوكالة الدولية للمنشطات. وفي رأي متعارض ذكر نيكيتا كاماييف الرجل الثاني في الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات ان "اتهامات" الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "لا اساس لها". وقال لوكالة تاس الروسية: "في ما يتعلق بتدمير العينات، لا ارى اي شيء حاسم في التقرير، لكن فقط بيانات غير مدعومة باية براهين. الامر عينه بالنسبة لاتهامات الرشاوى بحق الرياضيين، فلا اساس لها ايضا". وردا على سؤال حول الخطوات المقبلة المحتملة من المسؤولين الروس، قال الكندي باوند، النائب السابق لرئيس اللجنة الاولمبية الدولية، ان العفن داخل برنامج العاب القوى الروسي كان شديدا، متمنيا ان "تتطوع" موسكو لابعاد عدائيها عن العاب ريو دي جانيرو الاولمبية 2016. من جهته، طالب رئيس وكالة مكافحة المنشطات الاميركية ترافيس تيغارت بعقوبات قاسية بحال ثبتت صحة المزاعم: "اذا انشأت روسيا خطة منظمة بدعم رسمي للمنشطات، فهذا يعني انه لا يجب السماح لهم بالتنافس على الساحة الدولية". – الانتربول يتدخل – واعلنت منظمة الانتربول عن فتحها لتحقيق دولي بقيادة فرنسا عقب نشر تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. وخلال تحقيقاتها، طالبت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات معاونة وحدة مكافحة المنشطات لدى الشرطة الدولية ومقرها ليون في فرنسا. وكجزء من هذه العملية، التي اطلق عليها اسم "اوجياس"، يعمل الانتبرول الان مع الدول الاعضاء المرجح تأثرها بالتحقيق، خصوصا سنغافورة، بحسب ما اوضح بيان للمنظمة. – دياك والفساد – وكانت لجنة الاخلاق في اللجنة الاولمبية الدولية طالبت بايقاف الرئيس السابق للاتحاد الدولي لالعاب القوى السنغالي لامين دياك (82 عاما) موقتا من منصبه عضوا فخريا في اللجنة الاولمبية الدولية أمس الاثنين، لاتهامه مع مستشاره القانوني حبيب سيسيه بقضايا فساد تتعلق بحملة مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي وبانه تلقى اموالا من اجل حجب الحقيقة في بعض الحالات. واعرب كو عن صدمته وغضبه وحزنه بخصوص ادعاءات الرشوة بحق سلفه السنغالي دياك المتهم بابتزاز الرياضيين من اجل التستر على تناولهم المنشطات. وقال كو الذي انتخب في غشت الماضي خلفا لدياك، في حديث مع وكالة فرانس برس: "اشعر بالصدمة، الغضب والحزن الكبير"، مضيفا: "هذه الادعاءات التي استفقنا عليها بشأن امكانية وجود عملية ابتزاز فاجأتنا كما حال غالبية العاملين في هذه الرياضة الذين يشاركوننا على الارجح نفس المشاعر التي عبرت عنها للتو. انا مصدوم، غاضب وحزين". وتم توجيه تهمة "الفساد وغسل الامول" الى دياك، الذي اطلق سراحه بكفالة في باريس. لكن تقرير باوند لم يتطرق الى حالات ابتزاز رياضيين للتستر على تناولهم منشطات، فاوضح ان تقرير اليوم تضمن الجزء الاول من نتائج ركزت على العدائين الروس، وان مزيدا من الادلة قد تتضمن احتيال اعضاء في الاتحاد الدولي يتوقع صدورها قبل نهاية السنة. وكان نجل لامين دياك استقال ايضا من منصبه كمدير تنفيذي للتسويق في الاتحاد الدولي بعد اتهامه بالفساد ايضا من خلال التكتم على فضائح المنشطات في روسيا. وتورط مع ابن دياك ايضا كل من امين الصندوق في الاتحاد الدولي حتى ديسمبر 2014 ورئيس الاتحاد الروسي فالنتين بالاخنيسيف، وتم تجريده من منصبه. واصدرت لجنة الاخلاق في الاتحاد الدولي بيانا الجمعة اكدت فيه فتح اجراءات تأديبية ضد اربعة اشخاص هم غابرييل دولي المسؤول السابق عن مكافحة المنشطات حتى ديسمبر 2014، وباب ماساتا دياك، احد ابناء لامين دياك، وفالنتين بالاخنيتشيف، والمدرب الروسي في مسابقات المشي الكسي ميلنيكوف. واضطر الاتحاد الدولي الى الاعلان عن الغاء حفله السنوي لتوزيع الجوائز الذي كان مقررا في 28 نوفمبر الجاري.