أوصت لجنة مستقلة شكلتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بإيقاف الاتحاد الروسي لألعاب القوى بداعي وجود مخالفات واسعة النطاق للوائح المنشطات، في خطوة قد يغيب على إثرها الفريق الروسي عن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو دي جانيرو 2016. وقال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو إن المزاعم التي أطلقتها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ضد روسيا لا تستند إلى أي قرائن. لكن اللجنة المستقلة أكدت وجود "ثقافة غش متجذرة" في عالم ألعاب القوى في روسيا، ورصد تقريرها ما وصفها بإخفاقات داخل الاتحاد الدولي لألعاب القوى والاتحاد الروسي للرياضة تحول دون إمكانية تنفيذ برنامج فعال لمكافحة المنشطات. وقال سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بعد نشر التقرير الذي طال انتظاره "هذه أيام سوداء" ومنح الاتحاد الروسي مهلة لمدة أسبوع للرد على هذه المزاعم. وأشار ديك باوند، الرئيس السابق للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ورئيس اللجنة، التي أصدرت التقرير إلى فضيحة الفساد غير المسبوقة، التي تعصف حاليا بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وأوضح باوند خلال مؤتمر صحفي "أتمنى أن تمعن كل الرياضات النظر في إداراتها وأنظمتها لمكافحة المنشطات، لأن استمرارها معرض للخطر والرأي العام سيعتبر كل رياضة فاسدة." وتتمحور الفضيحة حول اتهامات بأن أموالا طلبت من رياضيين بارزين "لإخفاء" نتائج اختبارات منشطات سقطوا فيها. وتشكل هذه الفضيحة ضربة موجعة لعالم ألعاب القوى مثلما يحدث في أزمة الفيفا، حيث عوقب الرئيس سيب بلاتر بالإيقاف ووجهت اتهامات فساد لأربعة عشر مسؤولا بارزا. وقالت الشرطة الدولية (إنتربول) يوم الاثنين الماضي إنها قد تنسق تحقيقا عالميا حول مزاعم فساد ومنشطات طالت رياضيين ومسؤولين في ألعاب القوى. وأضاف باوند "بالنسبة لأولمبياد 2016 نوصي بإيقاف الاتحاد الروسي، وفي الواقع نأمل أن يتطوعوا بأنفسهم لعلاج الأمر في الوقت المناسب للتأكد من أن الرياضيين الروس يتنافسون في إطار جديد من النزاهة." وروسيا من القوى التقليدية الكبرى في ألعاب القوى، واحتلت المركز الثاني خلف الولاياتالمتحدة في جدول ترتيب الميداليات في ألعاب لندن 2012، برصيد 17 ميدالية من بينها ثماني ميداليات ذهبية. وخلافا لألعاب القوى لم تظهر أي اتهامات بأن فضائح فساد الفيفا أثرت على النتائج في الملعب، مثل كأس العالم على سبيل المثال. وتابع باوند "هذا أسوأ مما نعتقد، ويوجد تأثير بالفعل على النتائج وعلى الرياضيين داخل وخارج روسيا، والمعاناة على الجميع وقد يكون هذا من رواسب النظام السوفيتي القديم. لابد أن يتوقفوا ويبدأوا من جديد." وأضاف "أتمنى أن تسنح الفرصة لهم للتخلص من النظام القديم والمدربين القدامى وتغيير أساليبهم. إذا أجرت روسيا هذه العملية وعالجت الأمر، فأتمنى أن تشارك في ريو دي جانيرو وتنافس." وقرار إيقاف روسيا من صلاحيات الاتحاد الدولي لألعاب القوى فقط. وقال فاديم زليتشنوك، القائم بأعمال رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى لرويترز في محادثة هاتفية "هذه مجرد توصية..لكن لا يمكنني القول إن الاتحاد الدولي سيمتثل لها." وتستضيف روسيا كأس العالم لكرة القدم 2018، ولا تزال الشرطة السويسرية تحقق في كيفية منحها تنظيم البطولة، كجزء من التحقيقات في مزاعم الفساد المالي للفيفا. وقال كو في بيان إن نطاق وعمق ما كشفت عنه اللجنة أبعد من أي شيء توقعه، مضيفا "تقرير اللجنة يطلق جرس إنذار ونحتاج لوقت لاستيعاب التفاصيل." وأضاف "ومع ذلك أطالب مجلس الاتحاد الدولي لبدء إجراءات تأخذ بعين الاعتبار إصدار عقوبات ضد اتحاد ألعاب القوى في روسيا.." ويحمل التقرير توصية بمعاقبة خمسة رياضيين وأربعة مدربين إضافة إلى طبيب واحد بالإيقاف مدى الحياة، وجميعهم يحملون الجنسية الروسية. وفي الأسبوع الماضي خضع الأمين دياك (82 عاما)، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى، لتحقيق من السلطات الفرنسية للاشتباه في فساد وغسل أموال. وتشتبه السلطات الفرنسية في حصول المسؤول السنغالي على أكثر من مليون يورو (1.09 مليون دولار) في صورة رشوة في 2011 للتستر على فحوصات لعينات منشطات إيجابية تخص رياضيين من روسيا. وأكد كو في مقابلة مع رويترز أن الاتحاد الدولي أجرى أكثر من خمسة آلاف اختبار للمنشطات لرياضيين منذ 2009، وهو دليل على أن المؤسسة جادة في تطهير الرياضة.