نجح البريطاني سيباستيان كو، الذي كان يعتبر أحد أفضل العدائين الذين أنجبتهم ملاعب ألعاب القوى في الثمانينات، ومهندس فوز لندن بدورة الألعاب الأولمبية عام 2012، في أن يتبوأ أحد المناصب الرفيعة في عالم الرياضة، عندما انتخب أمس الأربعاء في بكين رئيسا جديدا للاتحاد الدولي لألعاب القوى. وسيخلف كو، السنغالي لامين دياك، الذي كان يشغل المنصب منذ عام 1999. وحصل كو على 115 صوتا مقابل 92 لمنافسه الأوكراني سيرغي بوبكا في الانتخابات، التي أجريت في بكين وشارك فيها 211 اتحادا منضويا في عائلة الاتحاد الدولي (من أصل 214)، على هامش بطولة العالم التي تنطلق بعد غد السبت. وقد غابت أفغانستان وإيران عن الجمعية العمومية، في حين لم تشارك الغابون بداعي الإيقاف. وقال كو بعد فوزه "أعتقد أنه بالنسبة إلى كثيرين من بيننا ممن يتواجدون في هذه القاعة، فإن أجمل لحظة في حياتنا هي ولادة أولادنا، لكن يتعين علي الاعتراف بأن العمل معكم ورسم مستقبل رياضتنا هو ثاني أفضل لحظة في حياتي". وسارع دياك إلى تهنئة كو على فوزه بمنصبه الجديد، وقال "رياضتنا في أياد أمينة. لقد قام الجيل العجوز بما يستطيع القيام به، والآن نسلم المشعل إلى الجيل الجديد". وستكون المهمة الأساسية لكو تلميع صورة ألعاب القوى التي تلطخت مؤخرا بعد ادعاءات التنشط الجديدة، التي تطال أم الألعاب. وأجريت الانتخابات في وقت يمر فيه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، شأنه في ذلك شأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل أشهر، في أوقات حرجة، وسط اتهامات بتغطيته العديد من حالات المنشطات. وكانت القناة الألمانية "أي آر دي" وصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كشفتا بأن الثلث من أصل 146 رياضيا نالوا ميداليات عالمية وأولمبية بين 2001 و2012 في سباقي 800 م والماراتون، يمثلون "حالات مشبوهة". لكن كو تصدى لهاتين المؤسستين بعنف وقال "الرد يجب أن يبدأ هنا"، إنه إعلان حرب على رياضتي. لا يوجد هناك أي شيء في تاريخنا التنافسي وفي نزاهتنا بما يخص فحوص المنشطات يجعلنا نستحق هذا النوع من الهجوم".