يعمل تنظيم داعش على جر السعودية إلى الصراع الطائفي بتركيز عملياته على الحسينيات الشيعية خلال الأشهر الماضية بالتزامن مع الحرب التي تخوضها المملكة في اليمن ضد الحوثيين المرتبطين بإيران. وواضح أن التنظيم المتشدد يريد الاستثمار في الخلاف السعودي الإيراني الذي يقوم على قضايا أمنية وسياسية في المنطقة، وسط تساؤلات عن سر تركيز داعش لعملياته على السعودية فيما لم يبادر إلى أيّ عملية في إيران رغم ما يبدو من صراع بينهما في العراق وسوريا. في هذا الصدد، يعتبر مراقبون أن التنظيم، المخترق من مخابرات خارجية مختلفة، يركز جهوده على جر السعودية إلى صراع مذهبي في الداخل لمنعها من أداء دورها الإقليمي في مواجهة التمدد الإيراني من جهة، والسعي لتأكيد دور دول الخليج في الحفاظ على الأمن الإقليمي من جهة ثانية. وقتل خمسة أشخاص وجرح تسعة آخرون عندما أطلق مسلح النار الجمعة بالقرب من مسجد للشيعة في شرق السعودية، حسبما أعلنت وزارة الداخلية السعودية، في هجوم تبنته جماعة تطلق على نفسها اسم تنظيم الدولة الإسلامية في البحرين. وأثارت التسمية الجدية للتنظيم شكوكا حول الجهة التي تقف وراءها، فلا شك أن وجود داعش في البحرين سيبرر رغبة الإيرانيين في التدخل بالمملكة الخليجية، ويعطي مسوغا لاستمرار دعمهم للمعارضة التابعة لهم. وأوضح الباحث والخبير في الشؤون الإسلامية رومان كاييه أن هذا البيان هو الأول الذي يصدر عن "الدولة الإسلامية- ولاية البحرين"، ما يدل على نشوء فرع جديد "للتنظيم في شبه الجزيرة العربية". وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن اعتماد التنظيم لاسم ولاية البحرين "يندرج ضمن إطار منطقه القاضي بإعادة رسم الحدود وبينها دول الخليج"، لافتا إلى أن الحادث يشكل تحديا للسلطات السعودية "لجهة التدابير الأمنية التي يجب أن تعززها بهدف حماية المواطنين".ويأتي هذا الهجوم بالقرب من القطيف في المحافظة الشرقية بعد يومين على بدء إحياء ذكرى عاشوراء. وخلال احتفالات عاشوراء العام الماضي، قتل مسلح بالرصاص سبعة من المصلين الشيعة من بينهم أطفال في قرية الدالوة في محافظة الأحساء شرق السعودية. ومنذ ماي المنقضي تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول المساجد الشيعية بعدما استهدف هجومان انتحاريان اثنين منها مما أسفر عن سقوط 25 قتيلا. وتبنى الهجومين تنظيم الدولة الإسلامية.