أكدت مصادر عليمة أن هيئة رصد العنصرية والتطرف، وهي دراسة أجرتها كل من جامعة لايدن ومؤسسة آنا فرانك الهولنديتين استنتجت أن الهولنديين سلبيين تجاه المسلمين، وهناك تصاعد في أعمال العنف ضد المسلمين في هولندا. كما تصنف الهيئة في تقريرها حزب الحرية بزعامة النائب خيرت فيلدرز من الأحزاب المتطرفة. ويرى الباحثون أن مبادئ خيرت والخطوط العامة لحزبه تنطبق مع صورة اليمين المتطرف كما يعّرفها العديد من العلماء والباحثين. وتتخذ مثل هذه الأحزاب موقفا معاديا للمسلمين وللمهاجرين غير الغربيين، ولخصمهم السياسي أيضا. و يفسر الباحث وليم فاخينار كيف وصلت الهيئة لهذا الاستنتاج قائلا: «الخطوة الأولى قيمنا فيها أيدولوجية الحزب. كيف تنظر هذه المؤسسة للعالم، وكيف تنظر لنفسها وللآخر، للغريب والقريب، وكيف تعّرف مجموعة نحن وهم؟ نرى أن لدى خيرت فيلدرز وحزب الحرية أفكار واضحة في هذا الشأن. «الآخر» في نظرهم هم المسلمون والمهاجرون القادمون من دول غير أوربية ومن جزر الأنتيل. ويعّرفون المملكة الهولندية والفئة المنتمية لهم ولكن بصيغة معدلة تستثني جزر الأنتيل وتتضمن إقليم الفلاندرز الواقع في بلجيكا. و يلعب العرق إذا دورا في منظورهم للمملكة الهولندية. وأتضح من البحث الذي قمنا به أن العنف ضد المسلمين متصاعد لكن دون أن نجد أسباب واضحة». ويضيف أنه على سبيل المثال إذا نظرت إلى الصلة المحتملة بين تصريحات النائب فيلدرز وبين تصاعد حوادث العنف ضد المسلمين، لم يتضح صلة محددة وواضحة بين العنف ومواقف حزب الحرية لكن هنالك حوادث تقع هنا وهناك: مثلا في اليوم الذي عرض فيه النائب فيلمه «فتنة» المعادي للمسلمين تعرض مسلم في مقاطعة أوفرأيسل شمال هولندا للإساءة من قبل مجموعة من الشباب الهولندي لأنه علق تعليقا مسيئا لفيلدرز. في هذه الحالة هنالك صلة واضحة بين الحدثين لكن في الغالب يصعب أن ترى هذه الروابط المباشرة. ويرغب الباحثون أن تنظر المحكمة فيما إذا كانت تصريحات النائب فيلدرز تحرض على التمييز. وقبل بضعة أشهر أسقطت المحكمة عدة دعاوى رفعها هولنديون ضد السيد خيرت فيلدرز بسبب فيلمه المثير للجدل «فتنة». مع ذلك يعتقد العديد من الباحثين والمختصين أن بعض تصريحاته قابلة للملاحقة القانونية.