احتضنت كلية الطب بالدار البيضاء ، مساء يوم الأربعاء الماضي ، الذكرى الأربعينية لوفاة الدكتور محمد الناصري بناني الرئيس السابق للنقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ، والتي أشرفت على تنظيمها كل من النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ومؤسسة محمد عابد الجابري والاتحاد الوطني للمهن الحرة والمؤتمر القومي العربي، بتنسيق مع عائلة الفقيد . وقد عرفت الذكرى ، حضورا مكثفا ، واسعا ، ومتميزا للأطر الطبية من القطاعات العامة والجامعية والخاصة ، بمختلف انتماءاتها النقابية والسياسية ، فضلا عن العديد من الأطر والنخب و الفعاليات الجمعوية و الثثقافية والنقابية والسياسية الوازنة ، التي كانت على صلة مع الفقيد ، والتي أتت من مختلف المدن . وتميزت الذكرى بحضور عائلة الفقيد ، وفي مقدمتهم زوجته الدكتورة نزهة بنون التي ألقت كلمة مؤثرة ، وابنه الدكتور عمر وابنته الدكتورة غيثة . وقد أجمعت جميع التدخلات والشهادات على الإشادة بخصال الرجل الاستثنائية وتميزه بالاستقامة والصلاح ، وزهده في الدنيا ، ومحبا لفعل الخير، وخدمة للمصلحة العامة والوطن باستماتة قل نظيرها . وقد تم إبراز دور الفقيد في توظيف كل طاقاته ووقته وخبراته وعلاقاته من أجل بناء النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ، التي أصبحت في عهده مؤسسة فعلية ، لها فروع في مختلف المدن والجهات خاضت معارك على مستوى الملفات المطلبية وقضايا الأطباء ، و مواكبة تطبيق التغطية الصحية الإجبارية للمرض ، و دمقرطة الهيئة الوطنية للأطباء ، وقانون الممارسة الطبية ، وأن انتماؤه للقطاع الطبي الحر ، لم يحل دون دفاعه عن المصلحة العامة و دفاعه عن بقاء القطاع الصحي العمومي والمستشفى العمومي في خدمة صحة المواطنين عوض التضحية به ، وقد شاءت الأقدار الإلهية أن تكون وفاته في واحد من تلك المستشفيات العمومية التي ظل يدافع عنها وعن أطرها ، كما كان الراحل من أشد المدافعين عن الأخلاق الطبية ، والمناهضين للمتاجرة بصحة المواطنين.. وخلص اللقاء التأبيني ، إلى إقتراح تقدم به رئيس الهيئة الوطنية للأطباء ، يخص تسمية قاعة الاجتماعات بمقر الهيئة بالرباط ، باسم الراحل ، كما خلص اللقاء إلى اقتراح تسمية أحد المدرجات بكلية الطب بالدارالبيضاء ، باسم الدكتور محمد الناصري بناني ، كتكريم رمزي للرجل الذي دافع عن سمو وشرف مهنة الطب والأطباء والقطاع الصحي بالمغرب.