يبدو أن النيران التي أشعلتها الانتخابات الجماعية و الجهوية خلال الحملة الانتخابية لم تخمد بعد،حيث إن موضوع الطعن في مصداقية الانتخابات الذي طفا على السطح، منذ الإعلان عن النتائج أخد أبعادا لم تكن منتظرة وسيكون لها ما بعدها، خاصة من جانب أحزاب المعارضة التي أقرت أن المسلسل الانتخابي طالته خروقات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وأن هذه الاستحقاقات مازالت محط تساؤلات من جانب الهيئات المدنية،التي أصدرت تقارير كشفت معطيات دقيقة حول الخروقات السافرة، التي طالت العملية الانتخابية برمتها. فقد رفعت أصوات عديدة قبل الانتخابات وبعدها، تقول إن الطريق نحو الورش الديمقراطي في بلادنا مازال شاقا وطويلا المشكوك، وأن الاستهتار بإرادة المواطنين خير تأكيد لهذا الأمر، خصوصا أن الكثير من المعطيات والحقائق الصادمة ستظل حبيسة رفوف ودهاليز وزارة الداخلية التي ربما غضت الطرف عن جانب الصواب والحقيقة في اقتراع الرابع من شتنبر. وارتباطا بسياق الخروقات القانونية للعملية الانتخابية، تفجرت فضيحة جديدة هزت المجتمع المدني خلال الأيام القليلة الماضية، ويتعلق الأمر بصاحب دكان متعاطف مع حزب البيجيدي تشير إليه أصابع الاتهام بقيامه بتوزيع أكياس الدقيق،و كذلك بعض المواد الغدائية لاستمالة الناخبين، إلى جانب إيوائه هؤلاء استعدادا لإنجاز مهمة التصويت على حزب المصباح. وبعده بيوم واحد ظهر من جديد سيناريو التواطؤ مع الفساد الذي مازال لسيقا بصورة حزب العدالة و التنمية،وهو السيناريو الذي ترجمت أولى فصوله في مدينة الخميسات، حيث خرج سكان المدينة عن صمتهم مساء يوم الثلاثاء 8 شتنبر معبرين عن غضبهم إزاء تلاحم حزب العدالة و التنمية مع المفسدين داخل المدينة، وذلك من خلال مسيرة احتجاجية سلمية أمام مقر حزب البيجيدي، وأظهر شريط فيديو تم نشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، تجمهر عدد غفير من المواطنين أمام مقر الحزب، حيث عبروا عن غضبهم الشديد مما أسموه بالتواطو العلني لبعض ممثلي حزب العدالة والتنمية في الخميسات مع كل من رئيس المجلس البلدي وباشا المدينة والعامل المتورطين في قضايا فساد وذلكً حسب التصريح الذي أدلى به أحد المواطنين. وأكد بعض النشطاء من سكان الخميسات خلال المظاهرة، أنهم خرجوا ليعبروا عن رغبتهم في تحقيق العدالة الاجتماعية في مدينة الخميسات،التي كانت أرضا خصبة للمفسدين الذين قتلوا الثقافة ونشروا الفقر وأجهضوا طموحات شباب المدينة في الرقي بمستواهم الاجتماعي و الثقافي و المهني، وأكدوا أن حزب العدالة والتنمية الذي فاز بانتخابات مزورة في هذه المدينة، هو حزب يطبع مع الفساد و ليس العكس كما يتم الترويج له، وأن الفساد مازال قائما ومسكوت عنه، وقال أحد المتظاهرين أن سكان مدينة الخميسات يؤمنون بمبدأ تحقيق الديمقراطية والعدل ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام رؤوس الفساد وفي مواجهة كل الجهات التي تساندهم. ودخل بعض المتظاهرين الغاضبين في صراع مع السلطات الأمنية التي طوقت مقر حزب العدالة والتنمية، خشية وقوع التصعيد من طرف المواطنين الثائرين ضد تفشي الفساد في مدينتهم التي مازالت تعيش الفقر والتهميش والعزلة.