تمددوا من اجل الطفل السوري الذي ابكتنا صورته جميعا على شاطئ الاوداية بالرباط، لكنهم لم يتمددوا حين غرقت الصغيرة فدوى في واد الشراط مع اطفال اخرين جميعهم ابطال ..جميعهم فقراء ..وموتهم الماساوي غرقا ابكانا.و افجعنا ...لكن لا احد فكر في التمدد على شاطئ الموت ذاك.. او في التفكير في تضامن رمزي مع عائلاتهم الفقيرة ..ولنتذكر موتهم ..ونتذكر ان فدوى كانت تعيش مع والدتها في مطبخ ..ومازالت تعيش فيه..بعد موت بطلتها وبطلتنا الموت واحد والفاجعة واحدة ..لكن الوطن اولا .. لتتحرك انسانيتنا مع هؤلاء الذين نصادفهم كل صباح ومساء .. صغار في الشارع ..يتسولون..يدخنون ..يسرقون ..يغتصبون بكسر الصاد ويغتصبون بضم الياء.. غرق متواصل ...وامواج تبتلع طفولتنا كل يوم ..ليست امواج البحر طبعا ..بل امواج فقر مقيم .. كفانا تسويق مشاهد تشهد على نفاقنا الكبير.. فالمغرب ليس المانيا..الذي وصفته صحفية وهي تتحدث عن المهاجرين بانه البلد الذي لا يظلم فيه احد. احترم الشباب الانيق الذي اختار ان يكون في هذه الصورة.. واحترم اكثر كل من يغار على وطنه وعلى اهله وناسه.. فالبحر ايضا القى جثث شبابنا العابر نحو الضفة الاخرى ..كتب عليه الموت قبل ان يتحول الى مهاجر غير شرعي في بلاد يتوق اليها المهاجرون لانها بلد الصدق والقانون وحماية الانسان..