تواصلت أزمات عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة في الآونة الأخيرة من خلال «الصفعات» التي وجهتها له الجماهير الشعبية المغربية في العديد من الفضاءات والمواقع التي حل بها في إطار تأطير حملاته الانتخابية. والبداية كانت في مدينة تازة، حين طالبته جماهيرها بالرحيل عبر الشعارات التي رفعتها في مهرجانه الخطابي، حتى أن إحدى النساء، بتوثيق من اليوتوب، قالت موجهة الخطاب لبنكيران، «أنا مواطنة أحسن منك، عائلتي مشات للصحراء ماشي بحالك انت للي عاد طلعتي» ونفس الوضعية عاشها بنكيران في تطوان. نفس المشهد يتكرر مع جماهير أسفي أول أمس الأربعاء 27 غشت 2015 التي استقبلت بنكيران بشعارات تربط الفساد بالحزب الذي يترأسه. وانعكس تذمر قسم من المغاربة من سياسة السيد بنكيران على القبيح والجميل في حزبه، ولم ينحصر هذا التذمر على التجمعات والمهرجانات التي ينظمها الأمين العام لحزب المصباح بل وصلت الأسواق والأحياء الشعبية، وشاهدنا ذلك على «اليوتوب» مع سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية حين صرح في وجهه أحد الباعة المتجولين أثناء مروره بالقرب من تقاطع «ميلانو» بمدينة تمارة، وصرخ هذا البائع أمام العثماني الذي كان يمر بجانبه خلال الحملة الانتخابية لحزب المصباح بهذه المدينة: «بنكيران مادار معانا والو تالعبة والو». وقال عبد الرحيم منار أسلمي رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية إن كل التوقعات التي كانت قبل الانتخابات بدأت في التحقق خلال الحملة الانتخابية، موضحا أن الشعارات والمواجهات التي تمت خلال حملة حزب العدالة والتنمية ماهي إلا مؤشرات على أن يكون هنالك تصويت عقابي تجاه حزب المصباح. وأضاف منار أسلمي أن هذه نتائج خطاب رئيس الحكومة، واعتباره يتحمل المسؤولية الحكومية لوحده وأن الأطراف الأخرى التزمت الصمت. وأضاف رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية والمحلل السياسي في تصريح لجريدة العلم أن بنكيران شخصن الحكومة في شخصه وأن شعارات المغاربة المطالبة بنكيران بالرحيل مؤشر واضح عن احتجاج المغاربة ضد الحكومة عن الأربع سنوات الماضية. وقال إنها أيضا مؤشر على درجة التسييس التي وصل لها المجتمع المغربي على عكس اعتقاد حزب العدالة والتنمية في سنة 2011، مؤكدا أن الشارع المغربي تغير وهذا النوع من السلوك يوضح أن الإشكال في شخص بنكيران وأن الناخب المغربي عقلاني، وأن المشكل في الطرف الثاني الذي يظن أن المجتمع المغربي مازال هو هو لكن المجتمع المغربي تغير ويدرك الصالح من الطالح.