يعيش حزب العدالة والتنمية هذه الأيام أحلك أيامه بفعل توالي الصفعات التي يتلقفها من المغاربة الذين اكتشفوا زيف الشعارات التي يرفعها وقدرته الكبيرة على المناورة والخداع، فبعد النتائج المخيبة التي حققها في انتخابات الغرف المهنية والتي شكلت ضربة موجعة لهذا الحزب ولقيادته التي ما فتئت تراكم الفشل مع كل خطوة تخطوها، ها هو أمينه العام وعرابه الأكبر يتلقى صدمة العمر عندما انبرت حشود المواطنين بمدينة تازة لمواجهته من خلال رفع شعار «ارحل» في وجهه أثناء المهرجان الخطابي الذي كان يعتزم إقامته بها إعلانا منه عن انطلاق الحملة الانتخابية أمس الاثنين 24 غشت الجاري. ولم يفلح المنظمون الذين بادروا إلى الالتفاف على زعيمهم في حمايته من محاصرة الحشود الغاضبة منه،حيث بدا مرتبكا وعلامات الذهول بادية عليه جراء دهشته من كم الغضب الذي فجرته الجماهير التازاوية في وجهه، حيث تمت محاصرته بشعارات تطالبه بالرحيل من على رأس الحكومة، فيما سمعت أصوات غاضبة تنعت أعضاء حزبه ب«الشفارة» وغيرها من النعوت والأوصاف التي واجهت بها مدينة تازة حزب المصباح، في إشارة دالة وبليغة عن حجم الاستياء والغضب الشعبي من عبد الإله بنكيران وحكومته. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها طرد بنكيران أو أعضاء من حزبه في تجمعات انتخابية أو غيرها، ففي بحر الأسبوع الجاري تناقلت العديد من المواقع أنباء عن طرد سكان أحد أحياء مدينة سلا لبعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية أثناء قيامهم بالترويج لمرشحهم في الانتخابات المحلية والجهوية التي تدور رحاها خلال متم الشهر الجاري ومطلع الشهر القادم. كما أكدت العديد من الأخبار المتواترة محاولات عديدة في كثير من المدن المغربية كأكادير والبيضاء وفاس وغيرها لطرد مرشحي العدالة والتنمية، الشيء الذي يبرز بالملموس الغضب الشعبي العارم ضد هذا الحزب وقيادته جراء الأخطاء الكثيرة التي راكمها،والتي بلغت ذروتها مع صعود أمينه العام إلى رئاسة الحكومة وعدم وفائه بالتزاماته ووعوده التي طالما رددها على المسامع، ناهيك عن شيطنته للأحزاب السياسية وللنخب المغربية ومحاولتة القفز على المؤسسات المغربية بغية بسط السيطرة عليها لتنفيذ مخططه الإخواني الذي يسهر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على تسطيره، وهو المخطط الذي سقط سقوطا مدويا في العديد من الأقطار العربية وينتظر أن يحين عليه الدور في المغرب.