اتهمت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، قوات النظام السورى بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين المحاصرين فى منطقة الغوطة الشرقية لدمشق، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. وحملت المنظمة، فصائل مقاتلة فى الغوطة الشرقية مسئولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسئولة عن ارتكاب جرائم حرب فى سوريا. وقالت المنظمة الحقوقية إن حصار النظام السورى للغوطة الشرقية والقتل غير القانونى لمدنييها المحاصرين، الذى يجرى كجزء من هجوم واسع النطاق، فضلًا عن كونه هجومًا منهجيًا على سكان مدنيين، يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. وتفرض قوات النظام منذ نحو عامين حصارا خانقا على الغوطة الشرقية التى يعانى سكانها من نقص حاد فى الحاجات الأساسية، كما تتعرض المنطقة باستمرار لقصف جوى ومدفعى من قبل قوات النظام. ووثقت المنظمة التى تتخذ من لندن مقرا لها، تنفيذ قوات النظام السورى بين يناير ويونيو ما لا يقل عن 60 غارة جوية على الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل نحو 500 مدنى. وبحسب المنظمة، يعيش أكثر من 163 ألف شخص "صراعا أليما من أجل البقاء" فى ظل الحصار، وباتت الحياة اليومية للعديد من سكان الغوطة الشرقية "تجربة متواصلة من المشقة والمعاناة". ودعت المنظمة مجلس الأمن إلى فرض عقوبات موجهة ضد جميع أطراف النزاع فى سوريا، المسؤولة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلا عن فرض حظر على توريد الأسلحة إلى النظام السورى. وشدد على أنه "يتعين على النظام السورى ضمان الوصول غير المقيد للجنة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق إلى البلاد، فضلًا عن غيرها من هيئات مراقبة حقوق الإنسان، ومن بينها منظمة العفو الدولية". وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف مارس 2011، بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.