مع مقدم موسم الصيف، وحلول شهري يوليوز وغشت من كل سنة، تظهر أصناف من قناديل البحر، المعروفة لدى البحارة ورواد الشواطئ بالشمال، ب: (الماءُ المعْقُودِ)، وبالإسبانية (AGUA VIVA)، هذه المخلوقات الهلامية، والرخوة، والشفافة، والتي يشكل الماء فيها نسبة (95%)، تظهر قريباً من سطح الماء، عندما تكون مياه البحر دافئة، وتختفي عندما تصادفها، تيارات كتل مائية باردة، وهو ما يجعلها تظهر مثلاً، في شواطئ الحسيمة، وتختفي في مياه وادي لو، ثم تظهر فجأة، في مياه مرتيل والمضيق، وخاصة عندما تكون التيارات البحرية قوية متجهة من الشرق نحو الغرب.. وقد لاحظ المصطافون الذين ترددوا على شواطئ وادي لو، وأمسا، وأزلا، ومرتيل، والرأس الأسود، والمضيق، وشاطئ الأحجار الثلاثة، والفنيدق، خلال شهر يوليوز الجاري، ظهور أصناف من قناديل البحر، وتعرض الكثير من السباحين للسعات حارقة.. وبما أن السلطات المغربية، عاجزة لحد الساعة عن مواجهة هذه المخلوقات البحرية العجيبة، بما في ذلك، توعية المصطافين، ووضع إشارات وعلامات تحذيرية ومنها على الأقل، رفع العلم الأحمر، لمنع السباحة في الأماكن التي (تغزوها) هذه الكائنات المائية، فإننا ننصح عشاق البحر والسباحة بما يلي: 1- الخروج من الماء مباشرة، عند مشاهدة قناديل البحر، وهي في أغلبها، بنية اللون، أو ذات لون مائي، مع كتل باطنية ذات لون أزرق. 2- إبعاد الأطفال عنها من قبل أوليائهم. 3- عدم لمسها في حالة سحبها من الماء، بواسطة الأكواب البلاستيكية. 4/ في حالة لمسها فضولياً، تجنب لمس وجهك، وحاجبيك، وعينيك. 5/ في حالات اللسع، لا تحك المكان المصاب، وتجنب استعمال الماء العذب، وافرك مكان الإصابة بلطف مستعيناً بماء البحر، أو الخل.. 6/ ابتعد عن أشعة الشمس حالاَ. 7/ حاول التخلص من بقايا الأذرع اللاّسعة التي تلتصق بجلد المصاب، بأداة ملساء وغير حادة. 8/ نقل المصاب لأقرب مركز طبي، في حالات القيء، والدوخة، والحمى، وانقباض العضلات، وارتفاع أو انخفاض نبض القلب، والإسهال الحاد.. ونشير إلى أن هناك صنفا خطيراً من قناديل البحر، يطلق عليه الإسبان (CARABELA PORTUGUESA) أي (الشراعية البرتغالية)، لأنها تتحرك فوق سطح الماء، بواسطة نفّاخةٍ شبيهة بشراع المراكب، وهي ذات لون أزرق زاهي، ولها شرايين أخطبوطية متدلية نحو العمق، يصل طولها أحياناً، (30) مترا. هذا الصنف المعروف علمياً باسم: (PHYSALIA PHYSALIS) ويعيش على البلاكتون والأسماك السطحية، يوجد بكثرة في شواطىء الشمال، وأن شكله الجذاب، وألوانه الزرقاء الزاهية، يثير فضول المصطافين، وخاصة منهم، الأطفال والنساء، ولذا وجب اتخاذ الإحتياطات اللازمة من قبل الجميع، خاصة وأن لسعات هذا المخلوق البحري الشراعي، تصيب الضحايا بتشنج العضلات وانقباضها تماماً، كما أنها قد تؤدي إلى الشلل والغيبوبة، بل والوفاة أحياناً، إذا كان الضحايا من كبار السن، أو المصابين ببعض الأمراض المزمنة، كالربو، والقلب، والسكري، والضغط المرتفع.. وللعلم، فإن الخبراء والبيولوجيين، يؤكدون، أن تكاثر قناديل البحر وغزوها لشواطئ المتوسط، يعود بالدرجة الأولى، لتقلص وتراجع عدد سلاحف البحر، المعروف عنها، أن غذاءها الأساسي والمفضل هو قناديل البحر..!