أن ينتقد مدرب كبير مثل فليكس ماغات تصرفات مدرب بايرن ميونيخ غوارديولا، فهذا يعني أن هناك ما يبررهذا النقد، ماغات الذي سبق له أن درب بايرن ميونيخ بين 2004 و2007 والذي يعرف جيدا خبايا البيت البافاري، تعجب من طريقة عمل غوارديولا مع فريقه، حيث أخذ عليه المبالغة في إعادة هيكلة الفريق وتغير طريقة لعبه. «غوارديولا تسلم فريق بايرن ميونيخ وهو في أحسن الأحوال بعد تتويجه بالثلاثية، لذلك كان عليه السير على نفس النهج وإدخال تغيرات بسيطة على الفريق»، كما يقول ماغات في حوار مع صحيفة «تاتس» الألمانية، ويضيف ماغات أن غوارديولا تسبب في خلق نوع من الفوضى وعدم الاستقرار في الفريق البافاري بسبب قراراته الخاصة بتشكيلة الفريق، معتبرا أن مثل ذلك أمرا خطيرا. غوارديولا يصيح في وجه مولر: حالة عدم الرضى هذه تؤكدها أيضا الأنباء الواردة من محيط النادي البافاري، آخرها المشادة الكلامية التي دارت بين المهاجم توماس مولر وبيب غوارديولا خلال إحدى الحصص التدريبية، حيث نشرت صحيفة بيلد الألمانية أن غوارديولا صاح في وجه مولر وهو ما لم يرق لهذا الأخير الذي رد بدوره بصوت عال على مدربه، وحسب بيلد أيضا، فقد غضب غوارديولا من رد فعل مولر ورمى بكرة كانت في يده في المرمى وأوقف التدريبات، مولر تصرف بعد ذلك بحكمة، حيث توجه إلى غوارديولا وقال له: «حسنا أيها المدرب، لقد أخطأت «. وليست هي المرة الأولى التي يدخل فيها هداف كأس العالم 2010 في مشادات كلامية مع بيب غوارديولا، بل إن مولر عبر مرارا عن امتعاضه من قيام غوارديولا بتغييرمهامه في المباريات المهمة حتى وإن كان أداؤه جيدا على أرض الملعب، كما جرى في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام برشلونة، حيث رد مولر على استبداله في الدقيقة 79 بالقول: «هل سيتوقف هذا الهراء أخيرا». ريبيري مستاء: إلى جانب توماس مولر يعاني الدولي الألماني الآخر ماريو غوتسه مع غواريولا، فصاحب هدف الفوز في نهائي مونديال البرازيل تحول من لاعب أساسي في الفريق إلى احتياطي لا يلعب سوى لدقائق معددوة، وقد اثار هذا الأمر حفيظة وكيل أعمال غوتسه، معتبرا أن المدرب بيب غوارديولا بصدد تدمير موهبة غوتسه، وأضاف فولكر شتورس فى تصريحات لصحيفة «بيلد آم سونتاغ» الألمانية» :غوتسه انتقل إلى بايرن ميونيخ من أجل لعب المباريات الكبرى والمهمة، ولكن «قرارات غوارديولا سوف تدمره». ويحذر الخبراء من أن بايرن ميونيخ قد يندم على ضياع موهبة كروية كبيرة مثل غوتسه إذ انتقل إلى فريق آخر وتألق فيه على غرار ما يحدث حاليا مع لاعب خط الوسط توني كروس. مجموعة من اللاعبين في بايرن ميونيخ يأملون في الحصول على دعم أكبر من مدربهم غوارديولا مثل فرانك ريبيري الذي عانى لفترة طويلة من الإصابة، حيث صرح في أكثر من مناسبة بأنه تُرك جانبا ولم يحظ خلال إصابته بالدعم وبالمساندة الكافية من غوارديولا. غوارديولا غير متشبث كثيرا بشفاينشتايغر: التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المدرب الكتالاني بخصوص شفاينشتايغر كانت أيضا بعيدة كل البعد عن مفهوم الدعم غير المحدود الذي يقدمه مدربون آخرون للاعبيهم، غوارديولا أكد في حوار صحفي تزامن مع انطلاق استعدادات بايرن ميونيخ للموسم المقبل، بأنه يرحب ببقاء شفاينشتايغر في الفريق لكنه لم يعبر بوضوح عن تشبثه به أو عن ضرورة بقائه، كأن يقول مثلا: «شفاينشتايغر سيبقى معنا أو عليه أن يبقى معنا»، فمثل هذه التعبيرات تسعد اللاعب وتجعله يعيد التفكير في وجهته المستقبلية. وإلى جانب العلاقة المتوترة لغوارديولا مع بعض اللاعبين، ظهر توتر أيضا بين المدير الفني لبايرن ميونيخ وطبيب الفريق، حيث حمل غوارديولا هانز فيلهلم مولر مسؤولية غياب لاعبين بسبب كثرة الإصابات التي تعرض لها لاعبو بايرن في الموسم الماضي، وهو ما دفع بالطبيب الألماني للاستقالة من منصبه بعد أكثر من 40 عاما قضاها على رأس الطاقم الطبي للفريق البافاري. من خلال كل هذه الأحداث يبدو أن غوارديولا يريد فرض أسلوبه وطريقة عمله ليظهر أنه على الصعيد الفني هو المسؤول الأول على الفريق البافاري، حتى الآن قامت إدارة بايرن ميونيخ بتوفير كل الإمكانات لغوارديولا، وبالمقابل فهي تنتظر منه طبعا التتويج بالألقاب. وبالنظر إلى الصلاحيات الممنوحة لغوارديولا، فإن ما حققه لحد الآن مع بايرن ميونيخ قليل نسبيا، فالمدرب الإسباني عجز في الموسم الثاني على التوالي عن الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولذلك فقد يكون هذا الموسم فاصلا في مسيرته مع بايرن ميونيخ إذا عجز هذه المرة أيضا في تتويج فريقه بدوري أبطال أوروبا.